من المتفق عليه عند الغالبية العظمى من الناس أن النجاح في الحياة هو عبارة عن حزمة من المهارات يتم اكتسابها من خلال تعلمها في مراحل العمر المختلفة ثم تطبيقها في الحياة اليومية حتى تصبح عادة يمارسها الناجحون دون التفكير بها. إحدى هذه المهارات هي التواصل مع الآخرين. هذه المهارة مع أهميتها وعظم شأنها إلا أنه لا ينظر إليها على أنها من المهارات المهمة للنجاح. في قطاع الأعمال يلعب إتقان فن التواصل دورا مهما في تثبيت الأقدام ثم الانطلاق. هذه المهارة تنقسم إلى قسمين رئيسيين هما: إيصال الفكرة والإنصات. من العيوب التي يعانيها بعض رواد ورائدات الأعمال هو عدم المقدرة على إيصال الفكرة للآخرين بشكل واضح ليس لأنه لا يعيها ولكن المشكلة أنه يقول جزءا منها والجزء الآخر يتركه للآخرين ليستنتجوه، وكل يستنتج حسب مفهومه، وهنا تبدأ المشاكل. ضعف هذه المهارة خطير خصوصا عند التفاوض على العقود والتي قد تقود لانكسارات مؤلمة تتطلب زمنا وجهدا لإصلاحها. القسم الثاني من مهارة التواصل هي الإنصات. وهنا أود التأكيد على أن الإنصات يختلف عن الاستماع. الإنصات هو إعطاء أذني الرأس والعقل مجالا للآخرين ليقولوا فكرتهم كاملة دون مقاطعة. هذه الجزئية تحديدا عمل عليها الكثير من الدراسات العلمية ووجدوا أن الناجحين في تأسيس أعمال كبيرة أو إدارة منشآت ضخمة كانت لديهم مهارة الإنصات عالية. ضعف هاتين الجزئيتين من مهارة التواصل لا ترى سريعا ولكنهما تعملان على نخر العمل التجاري بصمت مدمر. وبالمقابل فإن إتقانهما يجعلهما يعملان كحقن المغذي الدائم الذي يمد منشأتك وحياتك بأسباب الحياة والنمو.