أكد عدد من التربويين وأولياء أمور الطلاب أهمية العمل المقدم في الأندية الصيفية وأثره في بناء المهارات لدى الطلاب مشيرين إلى أن الأندية الصيفية ومن خلال أهدافها تسعى إلى إكساب الطلاب المهارات الأساسية لبناء الشخصية الناجحة والمؤثرة في المجتمع مطالبين في الوقت ذاته بأنشطة وبرامج تعزز لدى الطلاب حب العمل والثقة في النفس وتدفعهم للابتكار والابداع. وشدد محمد بن عبدالله الطريف المحاضر بقسم التربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على أهمية إكساب الطلاب المهارات التصويرية والفنية والإنسانية موضحا أن المقصود بالمهارة التصويرية هي مدى كفاءة الفرد على ابتكار الأفكار والشعور بالمشكلات والتفاعل معها والتوصل لحلول لها. أما الفنية فهي استخدام الأساليب والطرق الإبداعية أثناء ممارسة أي عمل والمهارات الإنسانية فإنها تعني قدرة الفرد على التعامل مع الغير بنجاح، وتطرق الطريف إلى أهم المهارات الأساسية لبناء شخصية ناجحة ومؤثرة حيث أكد على أن تتوفر في شخصية الطالب مهارة الحوار وإدارة النقاش وإدارة الوقت ومواجهة الضغوط. واكد الطريف على أهمية إكساب الطلاب مهارة إدارة الوقت مشيرا إلى أن أهمية ذلك تعود إلى الاستفادة القصوى من أمور الحياة بشكل أفضل والابتعاد عن منطقة الأزمات الحرجة والشعور بالرضا الذاتي عن المنجز والقدرة على التواصل وكسب الآخرين محذرا من المعوقات التي قد تطرأ عل إدارة الوقت ومنها عدم وجود خطط وأهداف للمراحل الحياتية المقبلة والتسويف والتأجيل في تنفيذ ما تم التخطيط له والنسيان بسبب عدم توثيق الأهداف وتدوينها. مهارات الطلاب من جهته طالب الاستاذ محمد القرون بضرورة أن تعزز برامج الأندية وتنمي لدى الطلاب خدمة وطنهم ومجتمعهم مشيرا إلى أن الأندية تعد من الجهات المسؤولة عن معرفة قدرات ومهارات الطلاب وما لديهم من مميزات ومؤهلات تساعدهم على خدمة دينهم ومجتمهم ووطنهم مؤكدا أن الأندية تقع عليها كذلك مسؤولية تعزيز تلك المفاهيم وتعليم الطلاب مهارات وطرق عملية في كيفية خدمة الوطن. واشار الى ان ما يميز الاندية وجود القدوة فيها مشيرا إلى قوة تأثيرها في التربية مرجعا ذلك إلى أن القدوة وسيلة من الوسائل التي تربى عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن الإنسان جبل على المحاكاة والتأثر وأن القدوة تقنع الآخرين بإمكانية بلوغ الفضائل وأن النفس البشرية تتأثر دائما بالفعل أكثر من القول. وأردف على أهمية حسن اختيار العاملين في الأندية معللا ذلك أن الطالب سريع التأثر بأستاذه ومعلمه موضحا أن القدوة لابد أن يكون فعله موافقا لقوله فهو مؤثر بهديه وسلوكه تأثيرا طبيعيا عفويا وعليه أن يبتعد عن مواطن الشبهة والريبة. مهارة الحوار أما الاستاذ علي بن ناصر السلمي فقد تحدث عن دور الاندية تنمية مهارة ثقافة الحوار من خلال البرامج المقدمة موضحا أن من أهم صفات المحاور الناجح هي اللباقة في اختيار وطرح العبارات والهدوء وقوة البديهه وحضور الفكر وضبط النفس أثناء النقاش والحوار وإحسان الظن بنوايا الآخرين والتواضع لهم. وتمنى أن يتفهم الجميع دور الأندية الكبير في تنمية واكتشاف العديد من المهارات الشخصية للطلاب موضحا أن ممارسة الأنشطة تكشف للمهتمين جوانب شخصية كثيرة للطلاب والدور بعد ذلك يكون كبيرا لتنمية وتعزيز الجوانب الإيجابية لبعض المهارات وتقويم وتصحيح بعضها الآخر. وأضاف إن دور الأندية لم يعد ذاك الدور الإشرافي بل من المفترض أن يكون تفاعلياً بمعنى أن يتم اختيار البرامج بذكاء لتعزيز شخصية الطالب وإكسابه المهارات الحياتية المناسبة. حب العمل والنجاح ونبه إلى أهمية أن تنمي البرامج المقدمة في الأندية للطلاب حب العمل والنجاح فيه كاشفا أن هناك أسرارا للنجاح نستطيع أن ندركها ونلمسها في شخصية الطالب من خلال عدد من الصفات من أهمها المبادرة والبدء بالأمر والبدء في المهم فالأهم والاستماع والإنصات للآخرين والتكاتف والتعاون معهم. مشيرا إلى أن النجاح الحقيقي هو فهم الأخرين والتواصل معهم بالحوار والنقاش وتبادل الأفكار في جو من التفاهم والاحترام. ودعا الى أهمية التنوع في طرح الأفكار والأساليب ومن بين ذلك طريقة التعليم بالترفيه مشيرا إلى أن الترفيه يلعب دورا تربويا مهما فقد تجاوزت وظيفته التسلية ليصبح وسيلة من وسائل التعليم والتربية والتوجيه فهو يتيح للمربي كشف العديد من الجوانب الشخصية للطالب ليقوم بعد ذلك بتدوينها لتعزيز الجوانب الإيجابية وتقويم الجوانب السلبية في شخصية الطالب. المسؤولية الاجتماعية وتناول الاستاذ زيدان بن عبيد الشمري أهمية أن تركز الأندية الصيفية في برامجها على مهارات التراحم والتعاون الاجتماعي فقد أوضحت تعاليم الدين الإسلامي مجموعة من القيم الاجتماعية وحث الإسلام كل فرد أن يتصف بها لما لها من دور فاعل في تحقيق الاستقرار الاجتماعي ومن بين هذه القيم العفو والتسامح والصبر والإيثار مؤكدا أن النجاح الحقيقي لبرامج الأندية هو أن نخلق أجيالا متسامحة ومحبة للجميع ومتفانية في خدمة أفراد المجتمع. وأشار الى أهمية معرفة قدرات الطالب ومهارته والمؤهلات التي تساعده على خدمة دينه ومجتمعه ووطنه مشيرا إلى أن المجال في ذلك واسع ومتعدد موضحا أنه قد بات من الضرورة تربية الأبناء والطلاب رغم تنوع تخصصاتهم وميولهم على أن بناء المجتمع الآمن والمستقر يحتاج إلى جهد الجماعة واتحادهم في الفكر والطريقة فالاهتمام بمجال دون آخر تعليما وتدريبا وتوجيها سيضر بمجالات أخرى يحتاج إليها الوطن. ولخص أهمية بناء المهارات لدى الطلاب في الأندية الصيفية على أن تكون متوافقة أولا مع الشريعة الإسلامية وأن تكون سهلة التطبيق وأن تركز على المهارات الحياتية ونشر ثقافة الحوار واحترام وجهات نظر الآخرين والتركيز على البرامج التي تعزز لدى الطلاب مهارات الابتكار والابداع والبعد عن العشوائية في التخطيط والتنفيذ. وأيد الشمري ما ذهب إليه السلمي من أهمية التركيز على نشر ثقافة الحوار مشيرا إلى أن المجتمع يعاني من قصور في فهم أهمية مد جسور من الحوار والتفاهم مع الآخرين وتقبل وجهات النظر التي قد تعارضنا أو لا نعجب بها والأندية الصيفية تعد معهدا لتعليم وتثقيف أبنائنا كل ما يعينهم ويساعدهم على فهم كيفية التعامل والتعايش مع ظروف الحياة المختلفة.