أهل مركز الرعاية المتطورة لرعاية تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة من الذكور بجدة التابع للشؤون الاجتماعية 30 % ممن يرعاهم المركز من ذوي الاحتياجات الخاصة. وأوضح مدير المركز محمد بن شاكر الشريف أنه تم تدريبهم وتأهيلهم وتوظيفهم، حيث تتم عملية التأهيل بطرق مدروسة ومنظمة بعد التعرف على قدرات وميول الطالب واستعداداته وقياس قدرته على التكيف مع زملائه ومع بيئة العمل، وكذلك اختيار المهنة التي تناسب ميوله وقدراته. وبين أنه يتم تدريب الطالب عليها باستخدام أسلوب تجزئة المهارة وتنمية المهارات المهنية المستمرة؛ حتى يتقن المهنة بشكل سليم، كما يسعى المركز إلى تعليم وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة وتدريبهم على التكيف مع المجتمع، وكذلك توظيفهم داخل المؤسسات والمصانع والشركات؛ حتى يكسبوا قوتهم بأيديهم، مشيرا إلى أنه يتم تدريب الطلاب داخل الورش حسب القدرات والميول، مع الأخذ بعين الاعتبار رغبة ولي أمره في اختيار المهنة المناسبة. وبين أن المركز يقدم الرعاية لنحو 80 شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة «حيث يتم قبول جميع أنواع الإعاقة من صعوبات التعليم إلى الفئة البينية والإعاقة الذهنية البسيطة والمتوسطة والتوحد والداون سندروم والشلل الدماغي، بحيث يتم تصنيف الطلاب إلى مجموعات متجانسة ومتقاربة، كما يسعى المركز إلى تقديم الخدمات التأهيلية والتعليمية والمهنية لذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة، وبث الثقة في نفس الطالب بهدف استنفار ما لديه من طاقات كامنة، ثم توجيهها بشكل علمي ومدروس من خلال إكسابه المهارات الأساسية والمهنية اللازمة لتأهيله للالتحاق بوظيفة أو ممارسة عمل مناسب يحقق قدرا من الاستقلال الاقتصادي والتكيف الاجتماعي، موضحا أن المركز يهدف إلى رفع درجة الوعي المجتمعي نحو أبنائنا من ذوي الإعاقة وتعريفهم بقدرات وإمكانيات هذه الفئة تهيئة لدمجهم بوصفهم أعضاء فاعلين ومؤثرين في المجتمع»، مشيرا إلى أن المركز يعاني من قلة الدعم؛ لأن هذه الفئة تحتاج إلى جهد كبير ومتواصل للنهوض بمستواهم العلمي والاجتماعي والمهني. واتهم الشريف الملتقيات المعنية بتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، بأنها لم تحقق الفائدة من هذه الملتقيات حتى الآن «لأن أغلب الشركات تتعامل مع المعوقين من باب العطف والشفقة، ومن باب إثبات أنه توجد لديهم عمالة سعودية، فيما لم تتجاوز عملية التوظيف سوى أقل من 10 % من العدد الموجود في قائمة الانتظار، ولم تحقق الطموح والأهداف حتى الآن، كما أن أصحاب الإعاقات العقلية يكون لديهم قصور في القدرة على التكيف وعملية الدمج، إذا طبقت على أسس وقواعد سليمة، فإنها تسهم في رفع كفاءة ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد قمنا بعملية توظيف عدد من طلاب المركز داخل مؤسسات مدينة جدة، وهي خطوة جيدة نحو عملية الدمج، ونرجو أن تمتد وتشمل جميع أنحاء المملكة». وعن أبرز المهن التي يقبل عليها ذوو الاحتياجات الخاصة داخل المركز أشار الشريف إلى «أنهم يقبلون على تعلم أعمال النجارة وأعمال المفاتيح والسبح، كما ينضمون إلى وحدة الحرق والرسم على الجلود ووحدة الرسم على الزجاج والأشغال الفنية ووحدة تشكيل الفخار وأعمال السكرتارية والتدريب على التكعيب والتغليف وأعمال الكمبيوتر». وحول هل تحققت أحلام وآمال ذوي الاحتياجات الخاصة يرى الشريف أن هذه الفئة مثلها مثل باقي شرائح المجتمع لهم أمنيات وآمال «إلا أن هذه الأمنيات لم تتحقق حتى الآن، والسبب هو دور المجتمع السلبي ودور المؤسسات والشركات، والحل أن يكون دور المجتمع إيجابيا، وأن يكون دور الشركات والمؤسسات أكثر نشاطا مما هو عليه، وأن تتم عملية التوظيف بفاعلية أكثر، بعيدا عن أي تعقيد أو استخفاف بقدرات هذه الفئة، وعلى رجال الأعمال والشركات والمؤسسات وكافة أفراد المجتمع أن يعاملوا ذوي الإعاقة معاملة حسنة وطيبة، وأن يعطوهم حقهم كاملا، كما أمر الله عز وجل دون إنقاص من أجورهم، لأنهم من ذوي الإعاقة والعمل على مساعدتهم وتوظيفهم». وذكر أن «الجميع عندما يتحدث عن ذوي الاحتياجات الخاصة، فإنهم يتحدثون عن الأمل والإرادة، وعن فرص عمل حقيقة تتناسب وقدراتهم وإمكاناتهم، ويتحدثون عن مستقبل زاهر مليء بالحب والسعادة والأمل، وإظهار هذه الفئة للمجتمع بأفضل صورة وإظهار إمكانياتهم وقدراتهم، كما أطلب من مكتب العمل تكوين لجنة تهتم بتأهيل وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، كما يكون دورها أيضا مكافأة الشركات والمؤسسات الخاصة التي تهتم بهذه الفئة وتوظيفها توظيفا فعليا وليس صوريا، كما أناشد أمانة مدينة جدة ووزارة الشؤون الاجتماعية بتوفير أرض لإقامة مركز الرعاية المتطورة يشتمل على جميع الوسائل التي تعين ذوي الاحتياجات الخاصة من مراكز تأهيلية وصالات رياضية وورش بدلا من الموقع الحالي المستأجر» .