يعطي التدريب المهني لذوي الإعاقة الذهنية فرصة أن يتدربوا فيها ويستعدوا لأداء الأعمال التي تناسبهم أكثر من غيرها. ويحدث التدريب في مشاغل محمية أو ورش عمل خاصة أو مراكز تدريب مهنية متخصصة في عملية التدريب المهني بصورة عامة وخاصة. والتدريب المهني يشكل إحدى الأجزاء الأساسية والهامة من عملية التأهيل المهني لذوي الإعاقة أنفسهم، ويهدف إلى إعدادهم للتشغيل المناسب والناجح. ومن الممكن أن يتضمن خطة التأهيل والإعداد المهني لذوي الإعاقة مدى حاجته إلى التدريب للقيام بمهنة معينة، وقد لا يكون بحاجة إلى التدريب إذ من الممكن أن خبراته وقدراته كافية لمباشرة عمل مناسب له. إن مثل هذا الوضع يرجع إلى نسبة ودرجة الإعاقة الذهنية ومدى اهتمام الأسرة وإعطائها الدعم والوقت والتشجيع. ويجري التدريب لمن بحاجة إليه في برامج التعليم العادية، أو في معاهد التعليم الخاصة التي تعمل على تأهيل وتعليم ذوي الإعاقة الذهنية، أو عن طريق الممارسة في سوق العمل الحر، أو في مراكز التأهيل المهني، أو المصانع المعنية بتشغيل ذوي الإعاقة التي نطلق عليه المشاغل المحمية. أيّ أن التأهيل يتم إما في نظام عادي مع غير المعوقين والذي نطلق عليه «عملية الدمج». إن الهدف الأساسي للتدريب المهني الذي يقدم لذوي الإعاقة الذهنية هو تطوير مهارات لقدراتهم وإمكاناتهم ويمكنهم من ربح بعض الأموال التي تساعدهم على العيش الكريم ويشعرهم بالأهمية والمكانة، ولهذا التدريب أنواع متعددة يُمكننا ذكرها من خلال ما ذكره في دراسته الدكتور نصر الله (ذوي الاحتياجات الخاصة وتأثيرهم على الأسرة والمجتمع: 2001م) نحو أربعة أنواع: 1- التدريب على التكيف الذاتي. (أي تطوير مهارات عمل تتناسب مع قدرات ذوي الإعاقة الذهنية والمطلوب منه تطوير تلك الاتجاهات الإيجابية لمساعدة ذوي الإعاقة فهم طبيعة العمل وظروفه المختلفة). 2- التدريب على التهيئة المهنية. (أي تزويد ذوي الإعاقة بمهارات ومعارف أولية مطلوبة للقيام بإنجاز مهنة معينة). 3- التدريب على مهارات بديلة. (أي تزويدهم بمهارات محددة حتى يكون بالإمكان إدخاله إلى سوق العمل). 4- التدريب المهني. (أي تزويدهم بمعرفة محددة وبمهارات أساسية وضرورية كي يتسنى لهذه الفئة أداؤها في مهنة معينة). وعلى هذا الأساس الهدف من خدمات التأهيل تمكن ذوي الإعاقة من القيام بأنشطة اقتصادية يستطيعون من خلالها الاستفادة من مؤهلاتهم المهنية وقدراتهم على أساس فرص وإمكانيات التشغيل الموجودة. أي أن عملية التدريب المهني التي تعطى لذوي الإعاقة الذهنية تهدف إلى تعليمهم وإكسابهم مهارات مهنية مناسبة للعمل بمهنة أو وظيفة معينة تساعدهم على اختيار المهنة المناسبة لقدراتهم. وبالتأكيد إعادة النظر لبرامج التربية الفكرية في المرحلة الثانوية وجعل الجانب المهني يغلب عليها يُسهم في دعم برامج التدريب المهني ومراكز التأهيل بعد تلك المرحلة. ويمكن القول أن نجاح برامج تدريب وتعليم ذوي الإعاقة الذهنية بعد المتوسطة مقياسه هو ما بعد تلك المرحلة التأهيلية وتشغيلهم ليخدم المشروع الحديث وتحقيق الرؤية المستقبلية لوزارة التربية والتعليم وتقرّ بذلك عيون ذوي الإعاقة وأسرهم وأصدقائهم؛ لأنه يتطلب استغلال جميع الخدمات الموجودة والاستفادة منها في مجال التكيف مع العمل وبيئته.