عمري (21 عاما)، وأتمتع بصحة عقلية وجسدية ولله الحمد، مع أني أكره العلاقات الاجتماعية لكن الجميع يحبونني، لا أتعرض لأحد بسوء، أسرتنا مترابطة، أؤمن أن للإنسان فرصا في حياته لن تتكرر لذا أدعم استغلال أنصاف الفرص، وأؤمن أيضا أن لا شيء يحدث صدفة وأن كل حدث له حكمة ربما عرفناها أو جهلناها، دائمة التفكير بمن حولي، فأنا أدرس في تخصص صعب، وأردت تنفيذ مشروع عند أحدهم لكني في نفس الوقت رفضت أن ألعب دور القائد في هذا العمل ورفضت أيضا أن أطلعه على طريقة عملنا، لكن بعد محاولات من بعض أصدقائي وافقت، وبدأت في تنفيذ المشروع وبسبب طبيعة العمل كنت أتحدث مع صاحب المنشأة الذي وجدته إنسانا مثقفا وواعيا متفتح الذهن، سرعان ما أعجبت به وخفق قلبي حبا له فقد كان راقيا في تعامله معي وكان مهتما في السؤال عني وعن دراستي، ولم أعد أستطع أن أتخلى عنه بعد انتهاء تنفيذ المشروع، وعلمت أنه يبادلني نفس الشعور، ومع الأيام بدأت أتخوف من هذه العلاقة، فأنا أعلم وهو يعلم أن ما نفعله خطأ، وقررت أن أجعله هو الذي ينهيها وهو أيضا فكر في إنهاء هذه العلاقة، لكني عجزت على تشجيعه في إنهاء هذه العلاقة بالرغم من عدم معرفتي لنهاية هذه العلاقة خاصة أن ميلي إليه ميل إعجاب دون أن أفكر في الزواج منه بتاتا، فأنا أنظر إلى أن علاقتنا هي علاقة راقية نتبادل فيها الحب والدعم والخبرات والمعلومات الدينية والثقافية فقط، وليس كما ينظر إليها البعض إلى أن أي علاقة بين أنثى وذكر يجب أن تأخذ طابع الشرعية. لقد تعبت كثيرا من كثرة التفكير في هذا الموضوع ولم أعد قادرة على معرفة الأمور القادمة وكل الذي أعرفه أن الموضوع ليس بيدي. ماذا أفعل؟ نسرين يا ابنتي في ثنايا رسالتك جملة تقولين فيها «كنت أعلم وهو يعلم بأن ما نفعله خطأ، وأردت إيقاف ذلك عدة مرات وأراد هو ذلك أيضا لكننا لم نستطع»، إذن أنت تعلمين وهو يعلم أنكما تسيران في طريق محفوف بالمخاطر فقد تجاوزت العلاقة حدود العمل والمشروع إلى مرحلة التعلق العاطفي من كل منكما بالآخر، وحين تقولين «إن نظرتك تختلف عن نظرة الآخرين للعلاقة بين المرأة والرجل إذ يجب أن تأخذ طابع الشرعية»، كلامك هذا يشير إلى عدم رضاك عن هذه العلاقة ليقينك أنها علاقة ليست شرعية وأنها تجاوزت كما قلت لك حدود المقبول والمشروع، ومع تقديري لإعجابك به وحبك الشديد له وأن الأمر بات عاطفيا إلا أننا يجب أن نتذكر أن ترك الأمور لعواطفنا تتحكم بنا سيفضي إلى مزيد من الخطأ في هذه العلاقة ولن تكوني أو يكون أكثر قوة من يوسف عليه السلام الذي وصل إلى حد القول: «قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين»، يوسف وهو نبي يقول ما قال. فأنتما لن تضعفا أكثر مما ضعفتما، وماذا يمكن أن تفعلي لو أنه يوما وبعد أن تزدادين تعلقا به ويزداد تعلقا بك طلب رؤيتك في مكان ما، ألست معي بأنكما سوف تستسهلان هذه اللقاءات، ثم تنتقل العلاقة لتصل إلى حد اللقاء في مكان ليس فيه أحد، وهكذا هي طبيعة مثل هذه العلاقات لتصل يوما ما إلى ما تخشين من حدوثه، ليس هناك من حل إلا أحد اثنين: إما أن تحولاها إلى علاقة شرعية «الزواج»، أو ستكون بابا لمزيد من الأخطاء ولمزيد من الشعور بالذنب والقلق والاضطراب. بقي أن أقول لك إنك يا ابنتي تريدين من يقول لك استمري حتى تعلقي مسؤولية استمرار هذه العلاقة على غيرك لعل ضميرك يرتاح، مع يقيني أن هذا الضمير يسبب لك الكثير من مشاعر الذنب، والمسؤولية تقع عليك وعليه، وتأكدي أنك كلما سمحت للوقت أن يمضي مع وجود هذه العلاقة سيصعب عليك قبول غيره وستقارنين به من تتزوجينه بعد ذلك وستكون هذه العلاقة سببا لتعاستك الحالية وتعاستك بعد زواجك وستكونين سببا لتعاسة من يتزوجك. عودي وإياه إلى رشدكما قبل فوات الأوان وتوقفي عن خداع نفسك فالحلال بين والحرام بين، إما أن يتقدم للزواج منك أو تقطعا هذه العلاقة، أما أن تختاري ما يريح نفسك فراحة نفسك مرهونة بنظرتك للحياة وما بعد الحياة فإن كانت آخرتك تهمك أكثر من متعة مؤقتة فأنا على يقين أنك ستقطعين هذه العلاقة، أما هو فواضح أنه ليس مهتما بتحويل هذه العلاقة إلى علاقة مشروعة، وحين يترك لك القرار فواضح أيضا أنه مستمتع بهذه العلاقة، ولا أعتقد أنه كان سيرضى لو أن أخته أو زوجته أو ابنته كان لها علاقة برجل وتطورت لتصل إلى ما وصلت إليه علاقتك به.. تذكري أننا مسؤولون عن أفعالنا ولا تفتحي الباب لمقولة ليس بيدي، فإن أقنعت نفسك بأنك لا تستطيعين فهذه القناعة هي بداية تعقيد المشكلة، أنت قادرة على حل المشكلة كما كنت قادرة على إدارة العلاقة مع ذلك الرجل.