أثبت الشباب السعودي طيب معدنه في كارثة جدة ، حيث أعاد الروح للعمل التطوعى رغم كل الاتهامات التى قيلت ضده في الآونة الاخيرة . واذا كانت الجهود المبذولة تذكر فتشكر فان المطلوب العمل وفق روح مؤسسية اكبر لازالة العقبات في الوقت المناسب وحتى يكون للعمل التطوعي دورا اكبر في المشهد بشكل عام . فما إن هدأت جدة من هول ما أصابها في «الأربعاء الحزين» ، وبدأ سكانها يستوعبون ما حل بهم، هب الكثير من الشبان المتطوعين من الجنسين لتقديم العون والمساعدة للمحتاجين، سواء على أرض الواقع أو من خلال تنظيم حملات على الشبكة العنكبوتية . الحملات الشبابية التطوعية خرجت على شكل قوافل واستهدفت المناطق والأحياء المتضررة بهدف التخفيف عن مصاب الذي فقدوا ذويهم او تعرضوا لأضرار جسيمة في بيوتهن و ممتلكاتهن ، وقد شارك في الحملات الإغاثية العشرات من الشباب المتطوعين الذين عمدوا إلى تقسيم أنفسهم إلى عدة فرق كل فرقة لها مهامها . توجد فرق للحصر ومهمتها البحث عن الأسر التي تضررت من جراء السيول و هي تعمل وبشكل يومي في الميدان ولمدة 7ساعات يرافقها أكثر من 200 متطوع ومتطوعة ، أما الفرق الإغاثية فمهمتها التنفيذ حيث تقوم وبشكل يومي بجولات تفقدية على المنازل المتضررة في حي قويزة وكيلو14 لتوزيع الطرود الغذائية وتحتوى وجبات غذائية سريعة ، ويقول احمد عبد الفتاح المشرف على حملة «منكوبي جدة» ل(المدينة) ان المجموعات قامت حتى الآن بتغطية أكثر من 2000 أسرة في تلك الأحياء ، ويضيف عبد الفتاح أنّ عدد الفرق المشاركة فقط في المجال الإغاثي وصلت إلى 9 فرق بواقع 15 شخصاً لكل ، إضافة إلى مشاركة أكثر من 20 سيارة لترافق هذه الفرق. صعوبات وعقبات وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه عمل الشباب ، قال أحمد الغامدى 16 سنة وأحد المتطوعين في الحملة : إن وعورة الطرق من ابرز الصعوبة التي تواجه عمل الشباب ، حيث تمتليء الطرق المؤدية للمنازل بطبقات طينية تمنع دخول العربات وتجبرهم على الدخول مشياً على الأقدام لتوزيع المساعدات العاجلة ، ويضيف الغامدي عندما نشاهد بسمات الأطفال وهي ترتسم على ملامحهم عندما نهديهم الطرود ننسى ما نعانيه من مشقة ونتبسم بدورنا لان الله أعاننا في المساهمة في التخفيف عن المنكوبين ومنحوا لحظات لنسيان الماضي . من جهته ، قال سعود الشهري ، متطوع وطالب بجامعة الملك عبدالعزيز : إن الدور التي تؤديه المجموعات الإغاثية والتطوعية بكافة أشكالها يعد متواضعا ولا يفي بالغرض ولا يغطي إلاّ نسبة ضئيلة من الأضرار الفادحة التي لحقت بالمكان ، ويطالب الشهرى بضرورة تعزيز الجهود موضحا أنّ الآليات المستخدمة في عمليات الإنقاذ بدائية وتحتاج إلى تطوير، ويستطرد : شاهدنا أشخاص يحملون «الكريك» اليدوي لإزالة طبقات الطين العالقة في الطرقات والمنازل . شقائق الرجال على الصعيد ذاته ، كان للفتيات دور بارز في العمل الطوعى ، حيث أصبحن همزة الوصل بين المنكوبات من النساء وبين الفرق الشبابية ، ووفقاً لحنان سعود المشرفة على إحدى الفرق فإنهن يساهمن في العمل الاغاثي بقالب تنفيذي أو إداري وليس ميدانيا لأن ما يقوم به المتطوعون أعمال تحتاج إلى قوة جسدية وهمّة ذكورية ، واوضحت سمية على ، متطوعة وطالبة بكلية الطب جامعة الملك عبد العزيز ، إن الفتيات يضطلعن بالعديد من المهام الصحية عبر جولات تفقدية للسؤال عما إذا كان يوجد مرضى ويحتاجون للعلاج، أو عندهم نقص في الأدوية التي تعالج أمراضاً مزمنة ، بالإضافة إلى تبليغ الجهات الحكومية حول الأخطار البيئية والصحية عبر استبانات توزع على الأهالي ، وتشير الطالبة سمية أنّ الجهود التي يقومون بها شخصية من جانب طلاب كلية الطب بالجامعة وتلقى دعماً من جهات خيرية كالندوة العالمية للشباب الإسلامي وجمعية زمزم والغرفة التجارية ،حيث قاموا بتزويدهم ببعض المعدات الطبية والاحتياجات الصحية . لجان صحية من جهته ، قال مهند باحاذق 22 سنة ، طالب بكلية الطب :إن الفريق الطبي المصاحب لحملة «منكوبى جدة» قام بتوفير العلاج لحوالى 150 مريضا من كافة الشرائح العمرية ، مشيرا ان الفريق اضطر لرد العديد من المرضى نظراً لعدم توفر الاحتياجات الطبية ، ولفت باحاذق أن طبيعة العلاجات كانت تركز بالدرجة الأولى على الحالات المرضية المزمنة كحالات مرضى الجهاز التنفسي الجهاز الهضمي ومرضى السكر والضغط والذين فقدوا أدويتهم جراء السيل ، و أضاف أنّ عدد المشاركين في الفريق الطبي 14 طالبا وطالبة ، 7 أطباء رسميين من ضمنهم مدير مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز ، و يسعى الفريق الطبي - بحسب باحاذق - إلى توفير البيئة النفسية لدى المرضى ، فكثير منهم يأتون إلينا لا لشيء سوى أنهم يريدون أن ينفّسوا عن مشاعرهم . مساكن للإيواء والمساعي المبذولة من المتطوعين تعدت العمل في المجال الإغاثي ، حيث تعمل العديد من الفرق على توفير شقق وأماكن لإيواء من تضررت منازلهم بشكل كامل ، كما شرعت فرق أخرى في ترتيب وتنظيف سكن جامعة الملك عبدالعزيز الذي يحتوى على 600 وحدة سكنية تمهيدا لإسكان المتضررين فيه ، مسعود الغامدى ، احد المتضررين ، الذين رتبت لهم الفرق الشبابية مسكنا مفروشا ، قال ان كارثة جدة رغم ضخامتها كانت لها جوانب إيجابية حيث كشفت عن معدن الشباب السعودي الذي يتفاعل مع مآسي إخوانه المواطنين . ---------------------------------------------------- -------------- --------------------------------------- ----------------------- زوج عبر الانترنت تعرفتُ على شاب عن طريق الانترنت ، و أحببته ، و هو كذلك ، لكني لم أعرف أنه متزوج إلا بعد ما تعلّقت به ، لكنه صارحني بزواجه ، و أنه عند مشاكل مع زوجته ، و هو نادم على زواجه بها لأسباب كثيرة ، و نحن الآن مازلنا على هذه العلاقة ، وفي اتصال دائم ، أفيدوني هل أستمر معه أو أنفصل عنه مع العلم أني أحبه . ما خاب من استشار، ولا ندم من استخار ، حكمة رائعة تعلمناها منذ الصغر، ولا زلنا نشعر بقيمة هذه الحكمة الغالية في حياتنا. دعينا أختي الكريمة نطبق هذه الحكمة على موضوع استشارتك ، أولاً: هذا الشاب الذي تعرّفتِ عليه عن طريق الإنترنت، ودامت العلاقة بينكما مدة ما، وهو لا يخبرك عن أوضاعه الخاصة (زواجه بأخرى) ، هل ماكتمه عنك من خبر مهم لا يدل ولو مجرد دلالة يسيرة على غموض في الشخصية ؟ ، لعلك لاحظت أن التعرف عبر الانترنت لا يوصل الحقائق كاملة ، ثانياً: هناك أمور خفية في علاقته مع الزوجة الأولى، وأنت لا تدرين ما هو السبب وممن السبب في فصل العلاقة ؟ وهل كانت منه أو منها؟ وهل يا ترى ستحلّ الأمور معك؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة أمر جوهري في العلاقة ، ثالثاً: أنت امرأة قبل وكل شيء. نعم عندك عقل ناضج، وقلب حي إن شاء الله، ولكن هذا لا يغني من معرفة أوضاع الرجال، والراغبين على وجه الحقيقة بالزواج والاستقرار المعيشي من عدمه ، وهذا لا يتأتَّى إلا من خلال سؤال أهلك أو ولي أمرك، أو ممن لهم صلة ومعرفة حقيقية بأوضاع الرجال، وحال المتقدمين للزواج من أهليهم. وهذه الخطوة هي الأساس في بناء العلاقة بينكما. رابعاً: لا بد أن تتذكري أن المنطق في حالة كهذه، أن الخطوات العملية هي: السؤال والتأكد من وضع الزوج فيما سبق وفيما هو مقدم عليه ، الجلوس من قبل أهلك معه، لمعرفة مدى استعداده ورغبته في الزواج ، عرض الرغبة في الزواج بالطريقة المشروعة لأهلك ، البدء في الخطوات العملية في الزواج. وعليه، فإن الحديث معه الآن وفتح باب التواصل لا مبرر له، لأن الحديث حالياً هو زيادة شحن العواطف لا التحرك بميزان الشرع والعقل والمنطق. فالشرع لا يرضى الحديث مع أجنبي بلا سبب، ولا يقبل مثل هذا التواصل الذي لا داعي له. فالذي يريد الحلال يطرق الباب. والعقل يدلك على حفظ مكانتك والحذر من مغبات الانزلاق، أو الشتات والفراغ النفسي والروحي. والمنطق يقول: ما بعد الكلام إلا فعل. فأين هي خطوات الفعل الصحيح؟ إذًا أختي فاطمة، عليك بعدما تراجعين ما سبق، أن تستخيري الله، وتطلبي الدعاء أن يختار لك الخير، ويوفقك لما يحبه ويرضاه. وختاماً: تذكري «ما خاب من استشار وما ندم من استخار». وهناك مئات القصص في مثل حالتك، منهم من نجح بتوفيق الله عندما طبق ما ذكرته لك سابقاً. ومنهم إلى اليوم يتصل علينا وهو يعاني الأمرّين! والأمر لكِ ، والله يعينك. يجيب عنها الدكتور على العمرى -----------------------------------------------