أكد رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور صالح بن حميد، أن الحوار ليس تنازلا عن المسلمات ولا تفريطا في الثوابت ولا تلفيقا بين الأديان أو الأفكار أو المعتقدات، وأن وظيفته تتمثل في بيان الحق ونشره وليس الإجبار على قبوله، مضيفا أن الأخلاق والمحبة والمنطق عناصر تؤثر في الناس. وأوضح خلال محاضرته التي ألقاها في قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بمقر جامعة أم القرى بالعابدية أمس، بعنوان «الشباب والحوار» ضمن برنامج الحوار والمجتمع الذي تنظمه الجامعة ممثلة في كلية خدمة المجتمع، أن الحوار ليس خاصا أو مقصورا على المسائل الدينية أو الفكرية وقضايا الاعتقاد والمبادئ، بل يجري في كل القضايا الإنسانية والمجتمعية من البيئة وحقوق الإنسان والاقتصاد والتربية والأسعار والفقر والفقراء والمستضعفين والمخدرات وسائر ما يعيشه الناس في عاداتهم وأعرافهم ومناشطهم، مما يحق الحق ويبطل الباطل ويحقق العيش الكريم الآمن ويحفظ العلاقات الودودة، لافتا إلى أن الحوار الوجه الحضاري المضيء في مقابل التعصب والانغلاق والاستبداد والإقصاء. وقال ابن حميد إن قاعدة الاتصال والتواصل والاحترام الفكري تقوم على الخطاب المتزن والحوار الهادئ والجدال بالتي هي أحسن والتي من خلالها تتولد الوسطية والعدل والبر والقسط وتنشأ السجايا الطيبة بأبعادها الشرعية والفكرية والثقافية والاجتماعية، مؤكدا وجود ارتباط بين التفكير والتعبير والتغيير السليم. وأضاف «أن باب الاجتهاد واسع لأهله فلا تحتكر الحقيقة، وحق إبداء الرأي مبذول من أصحابه، فينبغي أن تتطهر النفوس المفكرة من أدران الأزمات والانتكاسات وتحرير العقلية من الاستعباد والاستبداد والتصنيف والإقصاء ونزع روح الاستعلاء الفكري والاجتماعي». وتناول ابن حميد في المحاضرة فن الاستماع الذي يعد خير وسيلة للإقناع، مشيرا إلى أن الاستماع الجيد يورث التقدير والاحترام والثقة بالنفس ويخفف من حدة الخلاف ويفتح ميادين الحوار والفهم والتفاهم.