انطلقت أمس فعاليات برنامج الحوار والمجتمع الذي تقيمه عمادة كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة أم القرى خلال الفترة من السادس والعشرين من الشهر الحالي حتى العشرين من شهر جمادى الآخرة القادم. وقد بدأت الفعاليات بمحاضرة لمعالي رئيس مجلس القضاء الأعلى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد بعنوان (الشباب والحوار) بحضور معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس ووكيل الجامعة الدكتو رعادل بن محمد نور غباشي وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية المساندة بالمدينة الجامعية بالعابدية .وقد أقيم حفل خطابي بدىء بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم القى عميد كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر الدكتور ياسر شوشو كلمة أكد فيها أن هذا البرنامج يأتي من منطلق تفعيل رسالة الجامعة في مجال خدمة المجتمع ويهدف إلى التوعية بأهمية الحوار وفائدته وترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته وكذلك نشر ثقافة الحوار بين الطلاب والطالبات وأفراد المجتمع ومشاركة الطلاب والطالبات في النشاط غير المنهجي وتحقيق التواصل والتفاعل بين الجامعة والمجتمع ، مشيرا إلى أن البرنامج الذي يشارك فيه عدد من أصحاب الفضيلة والمعالي والمختصين يستهدف كافة منسوبي الجامعة وكافة فئات المجتمع. وبين أن البرنامج يشتمل على العديد من المحاضرات والندوات إلى جانب إقامة العديد من المسابقات الفنية من خلال الرسم والتصميم والتصوير والخط العربي والتشكيل المجسم والتصميم والزخرفة. عقب ذلك القى معالي مدير جامعة أم القرى كلمة رحب فيها بمعالي رئيس مجلس القضاء الأعلى وشكره على تفضله بإلقاء أولى محاضرات برنامج الحوار والمجتمع ، مؤكدا أن هذا البرنامج يأتي من منطلق الدور الذي تقوم به جامعة أم القرى لخدمة المجتمع وتقديم العديد من البرامج والأنشطة المختلفة التي تسهم بعون من الله وتوفيقه في رقي المجتمع وتوعيته بكافة قضاياه. وبين معاليه أن الجامعة سارت وتسير ولله الحمد نحو التميز وارقي في خدماتها ورسالتها وأدائها وذلك بفضل من الله وتوفيقه ثم بما تحظى به من دعم كامل من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الرحيمن الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظه الله - وبمؤازرة من معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري لافتا النظر إلى أن الجامعة تعمل حاليا وفق رؤية علمية مدروسة نحو الاعتماد الأكاديمي لكافة كلياتها العلمية والنظرية من أجل الرقي بمخرجاتها وذلك بتنفيذ الخطط الإستراتيجية. إثر ذلك قدم معالي رئيس مجلس القضاء الأعلى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد محاضرته التي تناول فيها فن الاستماع الذي يعد خير وسيلة للإقناع ، لافتا الانتباه إلى أن الاستماع الجيد يورث التقدير والاحترام والثقة بالنفس ويخفف من حدة الخلاف ويفتح ميادين الحوار والفهم والتفاهم مبينا معاليه أن العناصر المؤثرة في الناس ثلاثة هي الأخلاق والمحبة والمنطق وأن وظيفة الحوار تتمثل في بيان الحق ونشره وليس الإجبار على قبوله كما أن الحوار ليس تنازلا عن المسلمات ولا تفريط في الثوابت ولا تلفيقا بين الأديان أو الأفكار أو المعتقدات. وأفاد معاليه أن الحوار ليس خاصا أو مقصورا على المسائل الدينية أو الفكرية وقضايا الاعتقاد والمبادئ بل يجري في كل القضايا الإنسانية والمجتمعية من البيئة وحقوق الإنسان والاقتصاد والتربية والأسعار والفقر والفقراء والمستضعفين والمخدرات وسائر ما يعيشه الناس في عاداتهم وأعرافهم ومناشطهم مما يحق الحق ويبطل الباطل ويحقق العيش الكريم الآمن ويحفظ العلاقات الودودة لافتا النظر إلى ان الحوار هو الوجه الحضاري المضي في مقابل التعصب والانغلاق والاستبداد والإقصاء. وقال معاليه : إن قاعدة الاتصال والتواصل والاحترام الفكري تقوم على الخطاب المتزن والحوار الهادي والجدال بالتي هي أحسن واليت من خلالها تتولد الوسطية والعدل والبر والقسط وتنشأ السجايا الطيبة بأبعادها الشرعية والفكرية والثقافية والاجتماعية موضحا أن هناك ارتباطاً بين التفكير والتعبير والتغيير السليم. وأضاف: إن باب الاجتهاد واسع لأهله فلا تحتكر الحقيقة وحق إبداء الرأي مبذول من أصحابه فينبغي أن تتطهر النفوس المفكرة من أدران الأزمات والانتكاسات وتحرير العقلية من الاستعباد والاستبداد والتصنيف والإقصاء ونزع روح الاستعلاء الفكري والاجتماعي. وفي نهاية المحاضرة قدم معالي مدير الجامعة هدية تذكارية لمعالي رئيس مجلس القضاء الأعلى بهذه المناسبة. د