أكد رئيس المجلس الأعلى للقضاء إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد، أنه يجوز للمرأة أن تتحدث بحضرة الأجانب، مستدركا أن عليها ألا تخضع بالقول، ومشددا على أن الحوار متاح لها في جلسات القضاء حين تكون طرفا في القضية، أو كانت تنوب عن أحد أطرافها، ومن حقها على القاضي أن يستمع إليها. وأبان رئيس المجلس الأعلى للقضاء في حديثه خلال انطلاق أنشطة برنامج (الحوار والمجتمع) الذي تنظمه عمادة كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر في جامعة أم القرى، برئاسة مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس، وحضور وكلاء وعمداء وعميدات الجامعة، وعدد من الطالبات والطلاب، أن الحوار يجب أن يرتكز على ثلاثة مرتكزات أساسية، هي الاستماع الجيد، الاحترام المتبادل، وتقبل الرأي الآخر. وأوضح الشيخ صالح بن حميد في محاضرته (الحوار والشباب) أن تقبل الرأي الآخر لا يقتضي القناعة بما يقوله الآخر، وإنما يقتضي حقه في المخالفة والتعبير عن رأيه بحرية، مع بقاء الحق لكل طرف بأن يقتنع بما تهتدي إليه نفسه، مؤكدا أن ذلك يمثل منهج القرآن الكريم في الآية التي يخاطب بها الله رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله (ليس عليك هداهم). وبين رئيس المجلس الأعلى للقضاء أن الحوار ليس تنازلا عن القيم والمسلمات، ولا تفريطا في الثوابت، ولا تلفيقا بين الأديان أو الأفكار والمعتقدات، حيث إن ذلك ليس مقصودا ولا مطلوبا، كما أنه غير ممكن، «ولكن المطلوب هو التعاون على ما فيه الخير، وحفظ كرامة الإنسان، وحماية الحقوق، ورفع الظلم، ورد العدوان، وحل المشكلات، وتوفير العيش الكريم، ونبذ الظلم والقهر والبغي». وأفاد الدكتور صالح بن حميد «أن الحوارات الهادئة والمجادلة بالتي هي أحسن تولد الوسطية، وتورث العدل والبر، وتنشئ السجايا الطيبة بأبعادها الشرعية، الفكرية، الثقافية، والاجتماعية مع كل الأطراف والأطياف مهما اختلفت مشاربهم وقناعاتهم، مؤكدا أن باب الاجتهاد واسع لأهله، فلا تحتكر الحقيقة، كما أن حق إبداء الرأي مبذول من أصحابه، وينبغي أن تتطهر النفوس المفكرة من أدران الأزمات والانتكاسات، وتحرير العقلية من الاستبعاد والاستبداد، والتصنيف والإقصاء، ونزع روح الاستعلاء الفكري والاجتماعي». من جهته، أوضح عميد كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر الدكتور ياسر شوشو، أن البرنامج يأتي من منطلق تفعيل رسالة الجامعة في مجال خدمة المجتمع، ويهدف إلى التوعية بأهمية الحوار وفائدته وترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته، وكذلك نشر ثقافة الحوار بين الطلاب والطالبات وأفراد المجتمع، ومشاركة الطلاب والطالبات في النشاط غير المنهجي، وتحقيق التواصل والتفاعل بين الجامعة والمجتمع، وبين أن البرنامج يشمل العديد من المحاضرات والندوات.