حذرت مصادر سياسية ودبلوماسية مطلعة في منظمة الأممالمتحدة بنيويورك أنه من غير المرجح أن تتحقق المساعي الفلسطينية للحصول علي اعتراف بدولة مستقلة ذات سيادة، علي المدي القريب.. وذلك رغم الدعم الكبير الذي تحظي به هذه الغاية من جانب المجتمع الدولي. «هذا لن يحدث.. نعم، الفلسطينيون يحظون بدعم كبير في الجمعية العامة، لكن الاعتراف بدولة جديدة يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن»، حسب دبلوماسي إفريقي أمضى أكثر من عقد سفيرا لدى الأممالمتحدة. يذكر أن الجهود الدبلوماسية الأخيرة من جانب الفلسطينيين نجحت في الحصول علي دعم ما يصل إلى 140 بلدا من أصل 192 دولة في الجمعية العامة. وهذا يعني أن «أكثر من 90 % من الدول الأعضاء تدعم الاقتراح الداعي إلى اعتماد قرار بإقامة دولة فلسطينية، في سبتمبر المقبل». لكن هذا لا يكفي لإنشاء دولة لأن قواعد المنظمة تتطلب دعم مجلس الأمن. وتشير التصريحات الأخيرة التي أدلت بها واشنطن بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلى أنه من المستبعد جدا أن تؤيد أمريكا قرارا بشأن إقامة الدولة الفلسطينية. وأمريكا واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التي تتمتع بحق الاعتراض. وأكدت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس من جديد أن الدعم الأمريكي لإسرائيل سيبقى دون قيد أو شرط. ونوهت ضمنا إلي أنه لن يكون هناك أي دعم لأي مبادرة من المنظمة الدولية للاعتراف بدولة فلسطينية من جانب واحد دون التنسيق مع إسرائيل، التي أشار سفيرها لدى الأممالمتحدة روبن ميرون في اجتماع لمجلس الأمن إلى قلق بلاده بشأن الهجمات الصاروخية من جانب الفلسطينيين، وعلى أن الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة لن يحدث دون موافقة إسرائيل «لا يمكن فرض ذلك من الخارج»، ملمحا إلى الجهود الدبلوماسية المبذولة لتمرير قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشار إلى أن إسرائيل ترغب في إجراء «محادثات مباشرة» مع الفلسطينيين، موضحا «نحن بحاجة إلى حل وليس إلى قرار من الأممالمتحدة»، مؤكدا أن أي قرار بدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة لن يكون مقبولا.