صبا مبارك – زينة - طارق لطفي - إياد نصار. تمثيل:سيناريو وإخراج: محمد أمين. النوع: ميلودراما اجتماعية هي قصة فتاتين فاتهما قطار الزواج، لكن دراماتيكية هذه القصة ستفتح الباب لمرثية لخراب الإنسان والمجتمع المصري التي أوصلت للتغيرات الأخيرة.. ستفتح الباب بجرعات، بل ولطمات قاسية وجريئة، وفجة أحيانا، لتفكيك تلك المعادلة لتطول قضية العنوسة وهموم الفتيات، وقضايا البطالة والفساد والهجرة غير الشرعية والاستثمار في مصر ومصائبه، ولبعض الأحداث السياسية التي مرت بها مصر في الفترة السابقة. يبدأ الفيلم من خلال تعريف المُشاهد بالشخصيات على خلفية حفل عيد ميلاد «حنان» ومجموعة من النساء اللاتي لم يتزوجن بعد، لينتقل بنا إلى منطقة مؤلمة من الأحاسيس التي تنتاب المرأة العانس، ثم وبتطور دراماتيكي تتصعد الحكاية بحوادث صادمة، كإصابة أخ حنان بالشلل نتيجة غرق العبارة التي حاول الهجرة غير الشرعية عبرها، وإصابة حنان بأمراض نسائية، ثم بهرب خطيب صديقتها «داليا» وهي «البطلة الأخرى» خوفا من السجن، ومن هنا ستبدأ رحلة الصراع النفسي لوضع فتاتين جميلتين ومتعلمتين وناجحتين في عملهما، وما ستضطران لتقديمه من تنازلات في كل شيء لأجل الحصول على فرصة زواج، وينتهي الفيلم بمشهد غاية في الرمزية والدلالة لعريس لم يسمح وقته إلا باستعراض الفتيات معا في المطار. نجح المخرج والكاتب «محمد أمين» صاحب «فيلم ثقافي» و« ليلة سقوط بغداد» من خلال أسلوبه السينمائي الخاص بالإمساك بكل تفاصيل العناصر الفنية ليقدم عملا في غاية السبك والبراعة، فجاءت الحوارات مدروسة من دون حشو أو سطحية، وبالتحميل على دلالات الصورة وأبعادها الفلسفية، وعبر اللقطات القريبة لزج المشاهد في أتون الصراع النفسي للشخصيات وبتوظيف فني خلاق للديكورات والإضاءة والمؤثرات الصوتية، وبتغليف من الموسيقى التصويرية الأثيرية التي وضعها «رعد خلف» من أنماط شرقية، لكن المبهر بحق في العمل كان أداء الممثلين أنفسهم، وخصوصا «صبا مبارك» التي تألقت، و«زينة» التي فاجأت الجمهور بسلسلة من الأدوار السطحية والأداء غير الموفق.