وسط تذبذب في المستوى واصل لاعبو الفريق النصراوي حصد البطاقات الملونة من مباراة لأخرى الأمر الذي أثر بشكل واضح في مسيرة الفريق على مختلف الأصعدة، حيث وصل العدد إلى ما يقارب ال70 بطاقة ملونة في المنافسات الرسمية فقط. ففي دوري زين السعودي وقبل نهايته بأربع جولات تجاوزت عدد البطاقات التي نالها لاعبو الفريق حاجز ال50 بطاقة، 46 منها صفراء فيما حضرت الحمراء في أربع مناسبات. أما في البطولة الأهم للإدارة الصفراء ولجماهير العالمي «دوري أبطال آسيا» فقد تسابق اللاعبون وبشكل لافت لنيل البطاقات، ما جعل الفريق يعاني من النقص مع انطلاق المنافسة، حيث توقف أحمد عباس وعمر هوساوي في المباراة الثالثة في مسيرة الفريق، فيما سيشهد اللقاء الرابع للفريق آسيويا إيقاف أحمد الدوخي ومحمد عيد بسبب إنذارات قد لا يكون لها مبرر في أحيان كثيرة، وقد وصل عدد تلك البطاقات في هذه البطولة إلى 13 صفراء وحالة طرد واحدة في ثلاث مباريات فقط! كميخ: 3 أطراف مسؤولة «شمس» توجهت بالسؤال لعدد من الشخصيات المهتمة بالشأن النصراوي عن السبب وراء هذه الحالة ومدى الضرر الذي قد يلحق بالفريق إن استمر مسلسل حصد البطاقات. المدرب الوطني علي كميخ أرجع السبب في كثرة الإنذارات الصفراء لأمرين رئيسيين على حد تعبيره «اتفق معكم بأن الفريق النصراوي سيتضرر كثيرا من كثرة حصول لاعبيه على البطاقات الملونة التي يعود السبب في ذلك ومن وجهة نظري للضغط النفسي الذي يعيشه اللاعب النصراوي من أجل تقديم مستويات جيدة ونتائج مرضية لعشاقه، بالإضافة لسبب آخر يخص اللاعبين وهو عدم اهتمامهم بكيفية التعامل مع الحكام». وحمل كميخ مسؤولية حدوث هذا الأمر في الفريق النصراوي لثلاثة أطراف «مما لا شك فيه أن الجهاز الإداري يتحمل جزءا من هذه المشكلة الواضحة في النصر وبالتالي لا بد من تطبيق اللوائح على جميع اللاعبين حتى لا يتكرر منهم سواء للاعتراض على قرارت الحكام أو لنيل البطاقات دون مبرر، كما أن للجهاز الفني دورا كبيرا في ضبط اللاعبين وتهيئتهم للنزول لأرضية الملعب دون ضغوط ولا يمكن أن نغفل دور اللاعبين أنفسهم كونهم يمثلون فريقا محترفا ولا بد لهم من تطبيق الاحترافية كما يجب، وعدم الدخول في مهاترات مع قضاة الملاعب لم ولن تجدي أبدا بل تضر عادة بالفريق». خميس: الضغوطات هي السبب من جهة أخرى اعتبر قائد النصر ومدربه السابق يوسف خميس أن السبب وراء البطاقات الكثيرة للاعبي النصر يعود لأمرين رئيسيين على حد تعبيره «مما لا شك فيه أن الضغوطات النفسية التي يواجهها الفريق النصراوي تقف سببا أمام كثرة البطاقات التي يتحصل عليها لاعبوه كما أن حماس اللاعبين يخرجهم في بعض الأحيان عن طورهم الأمر الذي يوجب على الحكام إنذارهم». وعبر الخميس الذي كان يلقب بشبح الملز عن استيائه من هذا الأمر الذي يتعرض له النصر وطالب إدارة الفريق بدراسة المشكلة ووضع الحلول حتى لا تتفاقم «ليس من المعقول أن يخسر النصر في كل مباراة لاعبا أو لاعبين بسبب البطاقات وأرى أن هذه مسؤولية إدارة الفريق التي يجب عليها متابعة هذه المشكلة الكبيرة من وجهة نظري وإيجاد الحلول من خلال تخفيف العبء على اللاعبين ومحاسبتهم على الإنذارات التي لا يكون لها مبرر». وفي نهاية حديثه طالب يوسف خميس لاعبي النصر بأن يضعوا أمامهم خصما واحدا فقط وهو الفريق المنافس ويبتعدوا عن اعتبار حكم المباراة خصما لهم حتى لا يواجهوا ضغوطا نفسية أثناء المباريات من شأنها أن تفقدهم التركيز وتشتت أذهانهم. وأضاف خميس «كما أود أن أقول لهم إن العصبية الزائدة لن تفيدهم أبدا وعلى اللاعب أن يفكر في أنه سيخسر بخروجه من المباراة بسبب بطاقة أتت دون فائدة كما أنه قد يكون سببا في خسارة فريقه فلذلك لا بد على كل لاعب أن يعمل (كنترول) على نفسه ويفكر جيدا في أن الحكم لن يغير قراره أبدا عندما ينفعل اللاعب». الطخيم: التحكيم هو السبب فيما وجه عضو شرف النصر فهد الطخيم سهام نقده للحكام مبرئا بذلك ساحة اللاعب النصراوي «بصراحة تامة الذي لا أجد له مبررا هو المستوى التحكيمي الذي جعل لاعبي النصر يفقدون أعصابهم في بعض الأحيان». وأضاف الطخيم «اللاعبون بشر ومن الطبيعي أن يتأثروا بأخطاء الحكام فالضغط الذي يواجههم أثناء المباراة من شأنه أن يخرج اللاعب عن طوره». في حين انتقد الطخيم اللاعبين الذين يتحصلون على بطاقات وصفها بعديمة الفائدة «صحيح أن هناك ضغطا من الحكام على لاعبي النصر ولكن هذا الأمر لا يعني أن يتحصل اللاعب على بطاقة ليس لها مبرر كما حدث في بعض المباريات». ووجه العضو النصراوي رسالة للاعبي فريقه طالبهم فيها بالابتعاد عن الخشونة والتفرغ لإمتاع الجماهير «أنا أتمنى من لاعبي النصر وجميع الفرق السعودية أن يتفرغوا لتقديم مستويات يتمتع برؤيتها المتابعون ويبتعدوا عن ممارسة الخشونة التي بالتأكيد لن تلقى ترحيبا وتأييدا من أي متابع رياضي حتى لو كان انتماؤه لناد منافس». الصرامي: أين المدرب؟ في حين اعتبر الإعلامي سعود الصرامي قلة الخبرة عند بعض لاعبي النصر سببا في حصولهم على البطاقات الملونة «لاحظت على النصر في عدد كبير من المباريات كثرة الإنذارات للاعبيه وهذا الأمر قد يكون لعدم توافر الخبرة لدى أولئك اللاعبين». وأضاف الصرامي «إن هذه التوترات التي تصاحب اللاعب من شأنها أن تتسبب في إخراجه من الجو العام للمباراة ولذلك أتمنى من جميع اللاعبين أن يتغلبوا عليها ولا يكون هناك أي تجاوب مع الاستفزازات التي قد تأتي من بعض الحكام، وفي نهاية الأمر دائما ما يكون الهدوء والتركيز أفضل من التوتر والانفعال لأن الأخير لا يقود إلا إلى الخسارة». وحمل الصرامي الجهازين الفني بقيادة دراجان والإداري بقيادة سلمان القريني مسؤولية هذه المشكلة وطالبهم بإيجاد الحلول «المسألة فنية وإدارية ولا بد أن يتعاون الجهازان من أجل حل مشكلة البطاقات الملونة وذلك في صالح الفريق» .