تشهد العاصمة البريطانية لندن، اليوم، الاجتماع الأول ل «مجموعة الاتصال» حول ليبيا، المكلفة بالقيادة السياسية للضربات الجوية، التي أصبحت بقيادة حلف الأطلسي، وبإعداد «مستقبل أفضل لليبيين» أي مرحلة ما بعد القذافي، بمشاركة نحو 40 دولة. وينعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية ويجمع الدول المشاركة مباشرة في العمليات العسكرية تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 حول ليبيا. «هناك اليوم حالة دبلوماسية طارئة من أجل صياغة مشروع لليبيا. ويرمي ذلك إلى تجنب الانجرار عسكريا وتفادي الخلافات مع من يدعم التدخل سياسيا»، بحسب مصدر دبلوماسي. بدأت في ليبيا قبل 11 يوما الضربات الجوية بصواريخ «توماهوك» التي نفذتها أمريكا وفرنسا وبريطانيا، استجابة ل«حالة إنسانية طارئة»، بهدف حماية المدنيين الذين يتعرضون لقمع دامٍ من أنصار الزعيم الليبي معمر القذافي. وتشارك قطر والإمارات العربية المتحدة في اجتماع لندن، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينج ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، إضافة إلى مراقب للفاتيكان. ميدانيا، تسارعت الأحداث مع تقدم الثوار الذين استعادوا السيطرة على مدينتي أجدابيا والبريقة «شرق» الاستراتيجيتين رغم ضعف تسلحهم وعدم تنظيمهم. وأكد الأمين العام لحلف الأطلسي أندرس فوج راسموسن، الذي سيشارك في الاجتماع، أنه «لا حل عسكريا بحتا للأزمة الليبية»، معربا عن أمله في «التوصل إلى حل سلمي في أقرب وقت ممكن». غير أن الأوروبيين المنقسمين في التصويت على قرار الأممالمتحدة قد يبدون مواقف متشرذمة في لندن. وأثار وزير الخارجية الإيطالي الدهشة عندما تحدث عن مشروع حل يريد إدراج ألمانيا فيه. وتشتمل الخطة على فتح «ممر جوي إنساني دائم» وعلى صيغة لانتقال القذافي إلى المنفى رد متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه لن تكون هناك حصانة لمرتكبي «جرائم حرب». وفي هذا الإطار قد تلعب تركيا دورا مهما، إذ عرض رئيس وزرائها رجب طيب أردوجان وساطته لتجنب تحويل ليبيا إلى «عراق آخر أو افغانستان أخرى». وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن على «معمر القذافي أن يرحل فورا»، ودعوا مناصريه إلى «التخلي عنه قبل فوات الأوان»، وذلك في بيان مشترك صدر أمس. كذلك، دعا ساركوزي وكاميرون المجلس الوطني الانتقالي إلى «إجراء حوار سياسي وطني» بهدف «تنظيم العملية الانتقالية» في ليبيا. ونفيا «أي توجه لاحتلال البلاد عسكريا». وقد تولى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أمس، مهمة فرض الحظر الجوي فوق ليبيا. وأعربت جامعة الدول العربية عن أملها في أن تنتهي العمليات العسكرية في ليبيا حتى يمكن تحقيق تسوية سياسية للأزمة. وأكد رئيس وفد الجامعة إلى مؤتمر لندن السفير هشام يوسف قبيل مغادرته القاهرة أن رؤية الجامعة العربية التي سيتم طرحها خلال المؤتمر، تتمثل في بحث كيفية تحقيق مصالح الشعب الليبي وحماية المدنيين الليبيين وتحقيق مطالب المتظاهرين الليبيين في حياة كريمة وآمنة. وعن إمكانية إيجاد مخرج سياسي للأزمة، أشار هشام يوسف إلى أن الجامعة العربية تسعى مع الشركاء في أوروبا وإفريقيا والأطراف المعنية للبحث في الخطوات المقبلة والتنسيق مع القوى المختلفة التي تعمل لتحقيق المصالح الليبية. وفي المقابل اعتبرت روسيا المساعدة التي يقدمها الغرب للثوار الليبيين «تدخلا» في الشؤون الليبية لا يسمح به مجلس الأمن الدولي، معربة عن قلقها من الأهداف النهائية للضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي على هذا البلد