أعلن الزعيم الليبي معمر القذافي، أمس، أن سيطرة المسلحين المعارضين له على مدن ليبية «لا يمكن أن تستمر ويجب القضاء عليها». وقال القذافي خلال حفل بمناسبة الذكرى ال34 لإقامة الجماهيرية في ليبيا: «لا أحد يسمح أن تكون في بلاده مجموعات مسلحة ترهب السكان، هذا لا يمكن أن يستمر ولا بد من القضاء عليه». وأفادت تقارير أن القوات الموالية للقذافي بدأت زحفها باتجاه المناطق الشرقية من البلاد، التي يسيطر عليها المتمردون على سلطته، وتمكنت من إعادة بسط سيطرتها على بريقة حيث دارت معارك حول المنشآت النفطية في البلدة. ظهر القذافي على شاشة التليفزيون الليبي الرسمي مشاركا في احتفالات بالذكرى ال34 لقيام «سلطة الشعب» في ليبيا عام 1977. وطلب من الأممالمتحدة تشكيل لجنة تقصي الحقائق لمعرفة ما حدث. وهدد بأن أمريكا ستواجه حربا دامية إذا دخلت ليبيا. وقال إن الليبيين سيموتون بالآلاف إذا دخلت أمريكا أو أي قوى أجنبية أخرى البلاد وأبدى استعداده لمناقشة تغييرات دستورية وقانونية دون أعمال عنف. وتلا القذافي وسط هتافات من أنصاره جزءا من إعلان قيام سلطة الشعب، مشددا على أن الشعب يمارس السلطة بنفسه دون رئيس أو برلمان أو حكومة أو غيره، وأنه سلم السلطة للشعب و«استراح في خيمته»، وأنه له سلطة أدبية فقط. وأكد أنه لن يغادر ليبيا «حتى لو غادرها جميع الليبيين». واعتبر الزعيم الليبي أن تجميد العديد من دول العالم أرصدة ليبية هو «عملية اغتصاب وسطو على أموال الشعب»، مشددا على أن هذه الأرصدة تابعة للدولة الليبية وليس له أو لأفراد أسرته. وأكد القذافي أنه سيقاتل في ليبيا من أقصاها لأقصاها للقضاء على المسلحين الذين قال إنهم موجودون في مناطق معزولة من البلاد، وطالب بتحقيق دولي في أحداث القتل التي وقعت. ونفى وجود أي سجين سياسي أو أي نوع من الصراع على السلطة. ووعد بالعفو عن كل من يسلم سلاحه. من جهة أخرى، اندلعت أعمال عنف في الوقت الذي حاولت فيه قوات القذافي إعادة السيطرة على بعض المدن التي في أيدي المحتجين. وهاجمت القوات منطقة البريقة شرق البلاد, حيث سيطرت على الميناء والمطار. وما زالت أجدابيا تخضع لسيطرة المحتجين رغم القصف الجوي من قبل قوات القذافي التي أعادت السيطرة على غريان وصبراتة بالقرب من طرابلس التي تسيطر عليها بشكل واسع. وقال نجل القذافي سيف الإسلام لصحيفة «لو فيجارو» الفرنسية إن الانتفاضة ستنتهي خلال يومين. واعترف أن النظام الليبي ارتبك في شرق البلاد. من جهة أخرى، أعلن مكتب مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو أنه سيعلن في مؤتمر صحفي في لاهاي، اليوم، أسماء الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا موضع تحقيق بشأن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا، وسيكشف المعلومات الأولية التي تم جمعها حول الكيانات والأشخاص المحتمل ملاحقتهم. وأكد مصدر مسؤول في هيئة قناة السويس المصرية أن سفينتين حربيتين أمريكيتين عبرتا القناة، بعد ظهر أمس، ودخلتا البحر المتوسط في اتجاه ليبيا. وأفادت مصادر أن مسؤولي الأممالمتحدة بدؤوا الإعداد لإرسال لجنة تقصي حقائق إلى ليبيا، وأن الأسماء التي سيقع عليها الاختيار لهذه المهمة لا تزال قيد الدراسة، ولكنه من المرجح أن يتكون الفريق بشكل كبير من شخصيات مستقلة .