تمنيت كثيرا لو تسنت لي الفرصة لأكون واحدة من ضمن الحشود التي اصطفت على طريق مطار الملك خالد الدولي مرحبة ومحيية لمقام الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، وأدام عليه لباس الصحة والعافية. وأخيرا.. عاد للوطن قلبه النابض بعودة ملك القلوب والإنسانية، عاد وأفئدة المواطنين مليئة بشوقهم وحنينهم إلى رؤيته والاطمئنان عليه، ليكونوا بخير متى كان بخير، ولتطفح الفرحة على ملامحهم بالابتسام، وعلى أيديهم الملوحة، وعلى شوارعهم التي امتلأت بعبارات الترحاب بعودة ملك القلوب في محاولة لتجسيد ما يسكنهم من الفرح. أوامر ملكية صدرت مع عودة الملك، لتحفظ لكل فرد حقه في حياة كريمة تمضي قدما إلى الأفضل، مع شمولية الأوامر لكافة شرائح المواطنين، في محاربة للبطالة عبر استحداث فرص العمل للجامعيين التربويين، وتفاعل مع أزمة «السكن» بإعفاء المتوفين والمقترضين من السداد، والتخفيف عن أبنائنا المغتربين الدارسين في الخارج بضمهم إلى برنامج الابتعاث. نحمد الله على هذه الفرحة التي عمت أرجاء الوطن، ولامست قلب كل مواطن، ولم تنس حتى إخواننا المسجونين ممن شملهم عفو مليكنا الكريم من سجناء الحق العام والمطالبين بحقوق مالية، والمطالبين بديات حوادث السير. حين أشاهد فرحة المواطنين وعمق سرورهم، وصور الاحتفال لدى الشباب في ألبستهم وسياراتهم، والبهجة النابعة من قلوب الأطفال وهم ينشدون الأناشيد الوطنية الحماسية في مختلف البرامج، أتذكر مقولة خادم الحرمين الشرفين «سامحوني لم أصافحكم فردا فردا»، وأعلم حينها يقينا أن هذا الشعب الوفي وإن لم يصافح مليكه الغالي يدا بيد، فقد صافحته الأكف حين حياهم فرحا، وصافحته قبلها القلوب المغمورة فرحا بعودته. نحمد الله على ما من به على مليكنا الكريم، فها هو قد عاد لنا وللوطن بموفور الصحة والعافية حفظه الله، فصافحته قلوبنا فردا فردا.