كشفت مصادر خاصة ل«شمس» أن إجمالي الحجاج المخالفين الذين يتوقع تسللهم إلى المشاعر المقدسة هذا العام قد تصل إلى 375 ألف حاج من إجمالي 2.5 مليون حاج بدأ توافدهم على مكة والمشاعر منذ وقت مبكر، ويقوم على تهريبهم مجموعة سائقين يسلكون طرق ملتوية ووعرة من أجل إيصالهم إلى المشاعر مقابل أرقام فلكية يتقاضونها نظير ذلك، ورغم إعلان الجهات الرسمية الثلاثاء الماضي القبض على 29 ألفا خلال الشهر الماضي من المخالفين لحملة «حج بلا تصريح» إلا أن أعداد المخالفين في تزايد. مكةالمكرمة، الطائف. حامد القرشي وفواز العبدلي وعبدالكريم الذيابي وطالب وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة المشرف على برنامج تفويج الحجاج لمنشأة الجمرات الدكتور عيسى رواس بتطبيق النظام الإلكتروني الذكي الذي يمكن الحجاج والمركبات التي تقلهم من الحصول على شرائح ذكية تقرأ عبر بوابات رقمية عند المداخل تتيح السماح للمركبة والحجاج النظاميين الذين منحوا تصاريح رسمية عملية المرور، مشيرا إلى أن ذلك سيحد كثيرا من الظاهرة ويقضي عليها. واعتبر الدكتور رواس أن طريقة المنع اليدوي للحجاج غير النظامين ليست ذات جدوى، فهي تحدث الكثير من المشكلات وتثير البلبلة عند المداخل وتعيق رجل الأمن عن أداء مهام عمله. وتوقع رئيس لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة سعد جميل القرشي أن يزيد إجمالي الحجاج غير النظامين في هذا الموسم على 15 %، مؤكدا أن المهربين يسلكون طرقا صحراوية شديدة الوعورة، ولديهم حيل كثيرة يلجؤون إليها من أجل تحقيق غاياتهم، مضيفا «صد أولئك أمر مطلوب ولن يتم إلا بتعاون الجميع، والحجاج يجب أن يكونوا هم الأحرص على تطبيق الأنظمة؛ لأن في حجهم بتلك الصورة مخالفة صريحة للشرع والنظام». من جانب آخر، شددت مديرية جوازات منطقة مكةالمكرمة على تمسكها بتنفيذ حملة «لا حج بلا تصريح» وذكر الناطق الإعلامي لجوازات مكة الرائد محمد الحسين أن نقاط التفتيش والفرز انتشرت في كل مداخل المنطقة، كما أن هناك فرقا جوالة ترصد تحركات المركبات لإغلاق المنافذ أمام المتسللين وممن لا يعون للأنظمة أي اعتبارات. مشيرا إلى أن عمل عناصر الجوازات بجانب القطاعات الأمنية المشاركة هو إعادة من لا يحملون تصاريح الحج، فيما يتم إيقاف من يثبت مخالفتهم للإقامة الشرعية في البلاد. وأضاف أن التعليمات لا تستدعي بالضرورة إيقاف كل من يتم كشف عدم حمله التصريح، إلا من كان لا يمتلك إقامة نظامية فهذه الفئة وبحسب أنظمة الجوازات يتم إيقافهم وبعد استيفاء التحقيقات معهم والانتهاء من باقي الإجراءات يتم ترحيلهم، بينما يخضع من كان يقله بداخل مركبته لجزاءات المهرب وهي السجن والغرامة المالية التي تصل إلى عشرة آلاف ريال. وأكد ضبط الكثيرين من النظاميين الذين لا يملكون تصاريخ الحج وتمت إعادتهم، وتقبلوا الأمر وعادوا من حيث أتوا لكن هناك آخرين حاولوا التمويه والمماطلة ورصدوا في مواقع أخرى عبر نقاط التفتيش المنتتشرة حول منطقة مكةالمكرمة من جهاتها الأربع. ميدانيا، تكبد ما يقارب 350 راكبا خسائر فادحة تجاوزت 100 ألف ريال خلال ساعتين فقط لدى محطة القرشيات «15 كيلومترا شمال الطائف»، 300 ريال للشخص الواحد، مقابل التوصيل إلى وسط المحافظة من قبل كدادة الخصوصي الذين لما شاهدوهم يتوافدون اتفقوا على سعر «التقطيعة» فيما بينهم عبر وادي القرشيات هروبا من العودة إلى نقطة التفتيش، ولم يتوقع الركاب وقوعهم في هذا الموقف المتأزم إلا بعد أن وجدوا أنفسهم في منطقة لا يوجد بها سوى محطة محروقات ومطعم صغير بعد قدومهم من الرياض على سبع حافلات بسعة 51 راكبا للحافلة الواحدة ومنعتهم نقطة جوازات تفتيش عشيرة من الدخول إلى الطائف. الركاب مقيمون من جنسيات مختلفة، وتسببت تعليمات وجهت إلى نقاط التفتيش على الطرق المؤدية إلى مكة في عدم السماح للمرور إلا لمن تثبت إقامته في مكة أو لديه تصريح حج حتى لا يتسنى للآخرين الإحرام وتأدية الحج، وتأتي التعليمات ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع الحجاج الذين لا يحملون تصاريح الحج. وبدأت تفاصيل إهدار الأموال عند وقوفهم لدى نقطة عشيرة ليقوم رجال الجوازات بمنعهم من الدخول إلى الطائف، ووجهت قائدي الحافلات السبع إلى إنزالهم على الطريق المقابل في محطة القرشيات. «شمس» حضرت في الموقع وأكد عدد من هؤلاء المسافرين أنهم مجبرون لدفع السعر الذي قام بتحديده سماسرة الطريق للهروب من حرارة الشمس والبحث عن مطاعم وسكن ولا سيما أن العديد منهم يحملون عوائلهم من النساء والأطفال. أحمد إسحاق سمح له بالعبور بخلاف خالته واثنتين من بناتها لكون إقامتها من الرياض وهو يسكن في مكةالمكرمة «لا أستطيع ترك أسرتي القادمة معي من الرياض وجميعها نساء بعد أن اكتشفت الجوازات أنني من سكان مكة ويحق لي الدخول، فأجبرت على دفع 300 ريال لسماسرة الطريق بالتقطيعة حتى تم توصيلي إلى موقف مكة وسط الطائف، والمسافة لا تتجاوز 20 كيلومترا، والشمس أحرقتنا ولا توجد مطاعم بالمحطة الوحيدة على الطريق، فأنا من ضمن مئات الركاب الذين انصاعوا إلى سماسرة السوق». وافد آخر أشار إلى أنه دفع 350 ريالا لسائق وانيت لينقله من محطة القرشيات إلى الميقات، حيث إن الطريق بعد نقطة عشيرة لا توجد به نقاط أخرى تستوقفهم «أنا ورفاقي، عشرة أشخاص، دفعنا المبلغ لنتفادى ضربات الشمس الحارقة ولوعة الجوع». وقد باشرت دوريات أمن الطرق موقع المحطة بقيادة رئيس رقباء وفرقة من المهمات والواجبات وما لبثوا أن غادروا الموقع بداعي أن ذلك من اختصاص الجوازات .