يواجه رئيس وزراء إيطاليا سلفيو برلسكوني، هذه الأيام، مأزقا كبيرا بعد تصريح لأقرب حلفائه يطالبه بالاستقالة إذا ما ثبتت صحة الفضائح الأخيرة حوله. والحليف هو جيانفرانكو فيني زعيم الحلف الوطني الموالي لحزب برلسكوني طوال 15 عاما، حتى اتحد الاثنان عام 2009 ليصبحا حركة حرية الشعب. وتهمة برلسكوني تتمثل في استخدام نفوذه لإطلاق سراح مراهقة تحترف الرقص، واتهمت في مايو الماضي بالسرقة، حسب صحيفة الجارديان البريطانية. وتأتي هذه الأزمة بعد أيام من اندلاع أعمال عنف في منطقة نابولي تزايدت خلالها حدة الاشتباكات بين الشرطة وسكان يعارضون إقامة مقلب نفايات. فجرت قصة فتاة صقلية، وعلاقتها مع رئيس الوزراء المنتمي ليمين الوسط والبالغ من العمر 74 عاما، أحدث فضيحة بشأن الحياة الخاصة لبرلسكوني. وتعج الصحف الإيطالية بتفاصيل عن حفلات زعمت الفتاة التي تدعى روبي أنها حضرتها في مقر إقامة قطب الإعلام الإيطالي. ونقل عنها وصفها للحفلات الماجنة والمصطلحات التي كانت تستخدم فيها، وأصبحت معروفة بالفعل في الثرثرة اليومية العامة. ونشرت صحيفة كورييري ديلا سيرا، التي تحظى باحترام واسع في إيطاليا، تفاصيل محادثة هاتفية قالت إن برلسكوني أجراها مع قائد شرطة ميلانو عندما اعتقلت روبي بتهمة السرقة في مايو. وطلب برلسكوني منه عدم إرسال روبي إلى ملجأ، وقال: «نعرف هذه البنت». وأضافت الصحيفة أنه تعهد بعد ذلك بإرسال معاونة له موثوق بها لاصطحاب الفتاة، وأكدت المساعدة للصحف أنها اصطحبت الفتاة من قسم الشرطة بناء على طلب برلسكوني. ويبدو أن الحليف جيانفرانكو فيني الذي يرأس مجلس النواب تضايق كثيرا من مشكلات برلسكوني وقال إنه «إذا ما ثبت أن برلسكوني تدخل في عمل الشرطة، فقد حان الوقت لتنحيه». ونفى برلسكوني أي تصرف غير لائق مع الفتاة، مصرا على أنه فقط عطف عليها. وترى بعض الجهات أن دور فيني سيكون حاسما للغاية في الأسابيع القليلة المقبلة «لأن لديه الأرقام ويمكن أن يسحب تأييده البرلماني الذي قد يسقط الحكومة في أي لحظة». وهناك سياسيون في المعارضة يضغطون منذ فترة على فيني للقيام بذلك وتمهيد الطريق إما لانتخابات جديدة أو لحكومة انتقالية من خارج الأحزاب. ويبدو أن معضلة برلسكوني تبدو خطيرة هذه المرة مع ما يتردد من أنه قد ارتكب فعلا إجراميا يعاقب عليه القانون، علما بأن شعبيته في أدنى مستوى لها منذ عودته لرئاسة الوزراء عام 2008. وكان برلسكوني حافظ على منصبه السياسي -وإن لم يحافظ على زواجه- وسط سلسلة من الفضائح حول علاقاته النسائية. وتقدمت زوجته بطلب للطلاق العام الماضي بعدما اتهمته ب «مرافقة القاصرات» إثر مشاركته في حفل عيد ميلاد لصبية في ال 18 تتطلع للعمل عارضة. ومع أن برلسكوني تمكن من تجاوز أزمات مثل هذه، إلا أن المتابعين يقولون إن هذه الحادثة تأتي في وقت تتراجع فيه شعبيته. وفي منتصف أكتوبر الماضي، تزايدت حدة الاشتباكات بين الشرطة الإيطالية وسكان ضاحية في منطقة نابولي يعارضون إقامة مقلب نفايات. واندلعت أعمال عنف عندما حاول محتجون منع وصول شاحنات رفع القمامة إلى موقع مقلب النفايات في ترزينيو. ودفعت أحداث مشابهة، في سبتمبر الماضي، السلطات إلى تزويد شاحنات جمع النفايات بمرافقين مسلحين