يخوض الناخبون الأمريكيون في الثاني من نوفمبر المقبل انتخابات التجديد التشريعية التي تجرى في منتصف كل ولاية رئاسية لتجديد جزء من أعضاء مجلس الشيوخ وجميع مقاعد مجلس النواب وحكام بعض الولايات ومسؤولين محليين. وهي تعد الاختبار الأول لسياسة الرئيس ومعالم مستقبله بالبيت الأبيض. وتوقعت صحيفة واشنطن بوست أن التنافس سيكون على أشده بين الديموقراطيين والجمهوريين في محاولة كل من الحزبين الكبيرين فرض سيطرته على الكونجرس الذي يضم مجلسي النواب والشيوخ عبر مفهوم الأغلبية. والكونجرس هو المجلس التشريعي لأمريكا، ومهمته سن القوانين للدولة. يعد الكونجرس الأمريكي جهازا تشريعيا يتألف من هيئتين هما مجلس الشيوخ الذي يضم مئة عضو حيث يمثل كل ولاية من الولايات ال50 شيخان «سناتوران»، ومجلس النواب الذي يضم 435 عضوا. ويتم انتخاب الأعضاء، أو النواب لهذا المجلس من مناطق انتخابية، ولابد أن يكون لكل ولاية مقعد واحد على الأقل في مجلس النواب. ويتمتع كلا المجلسين بسلطات متساوية تقريبا. وظل الحزبان الديموقراطي والجمهوري لفترة طويلة من الزمن يسيطران على الكونجرس. ويتبادلان الأغلبية والأقلية. ورغم أن المهمة الأولى للكونجرس هي سن القوانين؛ إلا أنه يضطلع بمهام أخرى كبيرة، مثل قبول أو رفض ترشيحات الرئيس لوزراء الحكومة وبعض المناصب الرفيعة الأخرى. كما أن له الحق في إقرار أو رفض المعاهدات والاتفاقيات التي يبرمها الرئيس. وخلال الانتخابات النصفية، سيدور الصراع عبر التصويت المباشر على جميع مقاعد مجلس النواب في جميع الولايات وثلث مقاعد مجلس الشيوخ إضافة إلى ثلاثة مقاعد أخرى، أحدها لاختيار السيناتور الذي سيحل محل جورج بايدن الذي تولى منصب نائب الرئيس، إضافة إلى اختيار سيناتورين آخرين بدلا عن اثنين توفيا خلال الفترة الماضية؛ بالإضافة إلى 36 من أصل 50 حاكم ولاية، واختيار حاكم منطقتين إقليميتين. وفي حال فوز الجمهوريين ب39 مقعدا نيابيا، ستعود لهم الأغلبية في مجلس النواب بعد أربعة أعوام من سيطرة الديموقراطيين عليه. ويعتبر المحللون أن هذه المهمة سهلة بالنسبة إليهم حيث يرون أن هناك 90 مقعدا غير مضمونة من أصل 435 في المجلس. وفي مجلس الشيوخ، يحتاج الجمهوريون للفوز بعشرة مقاعد إضافية، لكن يتوقع أن يفوزوا بستة أو سبعة مقاعد حسب استطلاعات الرأي. ويتشكل مجلس جديد للكونجرس كل عامين بانتخاب ثلثي الأعضاء في شهر نوفمبر من الأعوام ذات الأرقام الزوجية. ويصبح بذلك هيئة تتسم بالاستمرارية، لأنه لا يكون جديدا بكامله على الإطلاق. ويعقد جلسة دورية واحدة في العام تبدأ في الثالث من يناير ما لم يحدد تاريخ مختلف. ويكون الكونجرس دائما في عطلة كي يتسنى للأعضاء زيارة ولاياتهم أو مقاطعاتهم. وبعد انفضاضه، يحق لرئيس الدولة أن يدعو لانعقاد جلسة خاصة. ولا يجوز للرئيس أن يفض الكونجرس إلا في حالة فشل المجلسين في الاتفاق على تاريخ لذلك. ويجتمع كل من مجلسي الشيوخ والنواب في قاعتين منفصلتين بمبنى البرلمان «الكابيتول» بالعاصمة واشنطن. ووفقا للدستور، يرأس نائب الرئيس الأمريكي مجلس الشيوخ ولكنه لا يعد عضوا فيه؛ كما أنه نادرا ما يظهر هناك. وينتخب المجلس رئيسا مؤقتا ليتولى العمل في غياب نائب الرئيس. ويقوم بالتوقيع على الأوراق الرسمية الخاصة بمجلس الشيوخ ولكنه لا يرأس المجلس بانتظام، وإنما يقوم بتعيين سناتور أدنى مرتبة رئيسا مؤقتا لمعظم الوقت. ويقوم المجلس عادة بانتخاب رئيس دائم له من حزب الأغلبية .