بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رسالة خطية إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك، تتعلق بالوضع العربي الراهن. وقام بتسليم الرسالة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وذلك خلال استقبال الرئيس محمد حسني مبارك له في القاهرة أمس. وأكد الأمير سعود الفيصل أن الرسالة تتعلق بالوضع العربي الراهن، مبينا أن اللقاء أكد الرؤى الواحدة لكل من المملكة ومصر، وإنهما ستعملان في الاتجاه نفسه إزاء المشكلات والقضايا المطروحة على الساحة التي يجري التشاور بشأنها، وفي مقدمتها قضايا فلسطين ولبنان والعراق والسودان وكل ما يهم العالم العربي. وأوضح أنه استمع خلال اللقاء إلى رؤى الرئيس مبارك إزاء هذه القضايا، حيث سيقوم بنقلها إلى خادم الحرمين الشريفين في إطار التشاور المستمر بين القائدين. وردا على سؤال حول زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الحالية إلى لبنان، ذكر الأمير سعود الفيصل أن الزيارة أحدثت زخما كبيرا في لبنان: «لكن المهم هو النتيجة، وإن شاء الله تكون نتائج الزيارة بهذا الزخم نفسه فيما يتعلق بالسلم اللبناني». وحول الوضع في السودان وما يمكن أن تقوم به المملكة ومصر وخصوصا في ضوء اقتراب استفتاء الجنوب، أكد أن هذا الأمر محل دراسة بين الحكومتين السعودية والمصرية، وكذلك حكومات عربية أخرى مع السودان. وعما إذا كان التقارب السعودي السوري يصب في مصلحة الأوضاع على الساحة اللبنانية والعراقية، قال الأمير سعود الفيصل: «هذا ما نأمله بطبيعة الحال». وردا على سؤال حول ما يمكن للمملكة ومصر القيام به لمساعدة العراق على الخروج من أزمته الحالية، قال الأمير سعود الفيصل: «إن ما تستطيع الدولتان ان تقدماه في هذا الخصوص هو النصح والمشورة، ولكن يظل القرار قرارا عراقيا، ولا أحد يستطيع أن يحل مشكلات العراق إلا العراقيون». وأضاف: «إن كلا من المملكة ومصر يقفان على المسافة نفسها من كل العراقيين، وأن ما يتمنيانه ويطمحان إليه هو أن يكون هناك حكومة تمثل جميع العراقيين بشكل حقيقي وتتساوى فيها كل الطوائف في الحقوق والواجبات». من جهة أخرى، أوضح وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط، أن الرسالة التي تلقاها الرئيس محمد حسني مبارك من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي نقلها الأمير سعود الفيصل تتعلق أساسا بالوضع العربي العام وخصوصا في أعقاب القمة العربية الاستثنائية بسرت الليبية. وأشار إلى أن الرسالة تناولت الكثير من المواضيع فى إطار معالجة الكثير منها، وفي مقدمتها مسألة العراق، وكيفية حسم الأزمة المتعلقة بتشكيل الحكومة، والتشاور بين مصر والمملكة في هذا الشأن، وكذلك الوضع في لبنان والتحركات الجارية على المسرح الداخلي هناك، كما أن الوضع في السودان استحوذ على كثير من الاهتمام خلال اللقاء في ضوء الاهتمام المشترك من جانب مصر والمملكة إزاء الموقف السوداني. وأكد أبو الغيط أن اللقاء عكس وجود التقاء كبير في وجهات النظر بين الطرفين فيما يتعلق بتقييم الوضع العربي العام في مجمله وفي خصوصيات وتفصيلات المسائل والقضايا المطروحة بشأن العراق ولبنان والسودان، وأيضا عملية تطوير منظومة العمل العربي المشترك في صورة الجامعة العربية، لافتا إلى أن الرئيس مبارك استعرض مع الأمير سعود الفيصل وجهة نظره ورؤيته إزاء القضايا المطروحة، وأن هناك نية للاستمرار في هذه اللقاءات والمشاورات المصرية السعودية بهدف تنسيق المواقف .