كان الرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافل، 72 عاما، مؤلفا مسرحيا مرموقا قبل أن يدخل ميدان السياسة. وكان أيضا معارضا سياسيا قاد ثورة بيضاء ضد الحكم اليساري المدعوم من الاتحاد السوفيتي السابق، منهيا بذلك حكما استبداديا استمر لنحو أربعة عقود. وانتخب هافل رئيسا لتشيكوسلوفاكيا عام 1989، ثم أصبح رئيسا لجمهورية التشيك التي تكونت عام 1993، وكان آخر عهده بالرئاسة في عام 2003. ويخرج هافل، هذه الأيام، أول أفلامه السينمائية المستوحى من آخر مسرحياته التي كتبها بعنوان «الرحيل». انتهى الأديب التشيكي رئيس الجمهورية السابق هافل، قبل عامين، من كتابة مسرحيته الجديدة التي عرضت على المسرح القومي في العاصمة براغ الموسم الماضي. وأوضح أن المسرحية تحمل بعض ملامح رواية شكسبير «الملك لير» إضافة إلى إظهار لغة الساسة. وأشار إلى أن هذه الرواية قد تكون عمله الأخير. وكشف هافل، الذي أجريت له عملية في الحنجرة بداية هذا العام، أن عمله المسرحي هذا، وهو ال19، بني «على أساس خبرات واسعة في عالم ينهار، وقيم تتداعى، وفقدان الأمل». وأضاف: «ماذا يحدث عندما يفقد الإنسان القدرة، هذا الإنسان سيفقد أيضا معنى الحياة». وتدور قصة العمل المسرحي، وهو أول دراما طويلة يكتبها هافل منذ نحو 20 عاما، قبل أن يتحول إلى فيلم سينمائي، حول التحول الصعب والمؤلم للسياسي في الحياة الجديدة التي يدخلها بعد السياسة. وهناك توقعات بأن تلعب زوجته، داغمار، التي كتب هافل المسرحية من أجلها، الدور الرئيسي للمرأة في الفيلم. وأكد منتج الفيلم رادكا كيدليجوفا أن التصوير قد بدأ في منطقة ريفية تحت إشراف الرئيس نفسه الذي يتولى الإخراج. وكان العرض الأول للعمل في شكله المسرحي في مايو 2008، قد حظي بأصداء شعبية واسعة في تشيكيا. وقامت فرقة بريطانية بضواحي ريتشموند جنوبي لندن، العام الماضي، بإعداد وتنفيذ نسخة باللغة الإنجليزية من المسرحية. وكان هافل في ظل النظام اليساري كاتبا مسرحيا وشاعرا تشيكيا بارزا، إضافة إلى كونه أحد المنشقين السياسيين. وبعد سقوط الشيوعية عام 1989، أصبح رئيسا لتشيكوسلوفاكيا ثم رئيسا لجمهورية التشيك ابتداء من أول عام 1993 بعد تقسيم الدولة الاتحادية. وأصبحت مسرحياته ذات شعبية كبيرة، وكان أكثرها شهرة تلك التي كتبها في عام 1965 باسم «المذكرة». شارك هافل بقوة مع الحركة الليبرالية في ربيع براغ عام 1968، لكن أعماله حظرت بعد الغزو السوفييتي في ذلك العام، وعندما تصاعد المد المناهض للحكم في مظاهرات أكتوبر 1989 أصبح هافل متحدثا باسم مجموعة المعارضة التي عرفت ب«المنتدى المدني»، وساعد في إجبار الحكم الشيوعي على اقتسام السلطة مع معارضيه، فيما اعتبر ثورة مخملية. وعارض انفصال التشيك والسلوفاك عن بعضهما، واستقال من رئاسة الدولة الموحدة عام 1992 احتجاجا على الانفصال، لكنه عاد ورشح نفسه لرئاسة جمهورية التشيك عام 1993 .