لا ينظر علم النفس الحديث لأي ظاهرة إنسانية على أنها عبث محض، بل هو يحللها ويدرسها حتى يستشف ما يقف خلفها من دوافع سواء كانت نفسية أو فكرية أو عضوية أو اجتماعية. وحتى وقت قريب في الشرق الأوسط كان علم تفسير الخطوط والتواقيع يقع في مرحلة هو أقرب فيها للعبث من العلم، لكن المتخصصة موضي الشمري، تطرح هنا تفسيرا جديدا لهذا العلم يقوم على آخر ما توصلت إليه الدراسات الأوروبية في هذا الشأن. تشير الشمري أولا إلى تاريخية هذا العلم فهو يعود إلى عام 1622 حين كتب عنه طبيب إيطالي يعتبر أبو الجرافولوجي وهو الطبيب كاميلو بلدي، وتتابعت من بعده الدراسات على نطاق ضيق كون هذا العلم لا يجذب غير المهتمين به. وتضيف: «أسهمت هذه المعرفة في دراسات الشخصيات لصالح بعض المؤسسات الاجتماعية من ضمنها السجون والإصلاحيات، ومراكز إعادة التأهيل، وفي الدول الأوروبية يعتبر تحليل الخط من قبل المختصين قرينة يدان بها الشخص عند اتهامه، كما أن علم الجرافولوجي يستطيع أن يحدد الوظيفة المناسبة لكل شخص، وفي فرنسا تعتمده الشركات في اختيار الموظفين». وقالت الشمري إنها درست هذا العلم عندما كانت تعمل مرشدة طلابية تربوية، وبواسطته استطاعت أن تعرف من الخط ما إذا كان صاحبه يمر بضغوط نفسية أو صعوبات ومشكلات أسرية كانفصال الوالدين أو غيرها، علاوة على اكتشاف علاقة الإنسان بجملة من الأمراض كالقلب والصداع المزمن والقولون من خلال خط يده، علاوة على أنه يساعد على اكتشاف السلوكيات الخاطئة كالكذب، أو معدل الغيرة بين الأزواج، ومن خلاله يعمل على تغييرها دون أن يخضع الشخص لعلاجات نفسية، كما أن الجرافولوجيين يطالبون الآن أن يعتمد هذا التحليل قبل الزواج لمعرفة مدى التناسب بين الشخصين أسوة بالفحص الطبي قبل الزواج، مشيرة إلى الارتباط الكبير بين قراءة خط اليد وتعديل السلوك ومعالجة الصحة، وأوضحت أنها استفادت من هذا العلم إبان عملها مرشدة طلابية في إحدى المدارس فلم يكن أمر التحقيق مع إحدى الفتيات مرهقا او مستهلكا للوقت، فمجرد أن تكتب الطالبة صفحة واحدة بخط يدها تستطيع اكتشاف مدى صدقية الحالة من عدمها، وبالتالي يساعدها على اكتشاف الحل لأي مشكلة تواجهها مع أي طالبة، لافتة إلى أن البرنامج الشهير شاعر المليون في آخر موسم له حلل خطوط المشاركين. وقالت الشمري إنها حللت حتى الآن ما يزيد على ألف توقيع وكشفت لأصحابها عن الجوانب الشخصية عبرالتحليل الودي، كذلك تكشف لهم الجوانب السلبية في شخصياتهم عبر ما يعرف بالتحليل العلاجي «ولا تزيد مدته على 21 يوما منتظمة يكتب فيها الشخص صفحات من الورق ويختمها بتوقيعه». وتشير الشمري إلى أنهم باعتبارهم جرافولوجيين لا يتنبؤون للشخص بيد أنهم ينظرون نظرة عابرة للماضي وللمستقبل. وعن نسبة مصداقية هذا العلم ونتائجه تؤكد الشمري أن نسبة مصداقية النتائج تبلغ 99 % وهو يحقق المركز الأول في المصداقية بالنسبة إلى العلوم التي تهتم بمعرفة الشخصيات وتحليلها » هذا العلم مبهر بسبب مصداقيته، حتى ان الأميين الذين لا يعرفون الكتابة يطلبون مني تحليل توقيعاتهم، حيث لا يخضع هذا العلم لمعايير معينة، فهو لا ينظر إلى جنس الشخص أو عمره أو حتى اسمه»، وتتابع: «الإقبال على هذا العلم كبير من قبل السيدات والفتيات المواطنات، حيث تخرجت العديد من المدربات في هذا العلم». دقّة الجرافولوجي باستطاعة محلل الشخصية البارع أن يكشف وجود بعض الأمراض العضوية أو النفسية من الخط، وتبلغ دقة هذا العلم 95 % وغالبا ما ينطبق التحليل بنسبة 100 % لأنه يدور حول مخ بشري، ولكن قدرة خبير الخطوط تختلف من شخص لآخر. مجالات برز فيها الجرافولوجي: - اكتشاف الجرائم والمجرمين: مثل الإرهابي العالمي ماركوس مع وزراء النفط العرب في الطائرة المخطوفة. - اختيار الزوجة المناسبة: بالاطلاع على الصفات والطبائع المطلوبة من الخط. - للصفقات التجارية: بالاطلاع على خط التاجر الذي أمامك تستطيع أن تتعامل معه. - التوظيف: تستعمله 79 % من شركات بريطانيا و80 %من شركات فرنسا و85 %من شركات ألمانيا. - الطب الوقائي: لأنه يكشف العديد من الأمراض مثل القولون وأمراض القلب والرئتين والسرطان وغيرها. - خدمة العملاء: مراعاة طريقة المقابل في فهم الأمور وتبسيط عملية الاتصال مع الآخرين. التحليل من قوة الضغط على الورق: الضغط الثقيل: طاقته عالية ونشاط كبير أحيانا يكون عدوانيا. الضغط المتوسط: يشير إلى شخصية متوازنة. الضغط الخفيف: دليل الحساسية «أي أنه غالبا ما يكون حسيا يتأثر بالمواقف بسرعة». غير المنتظم: قد يشير إلى أن طاقة الشخص الداخلية غير منظمة، ويعتبر هذا الشخص غير مستقر البال، متقلب المزاج وصبره ينفد بسرعة.