طالب محلل اجتماعي بعدم الضغط على نفسيات الطلاب والطالبات، خلال موسم الاختبارات، كون ذلك يسبب مشكلات نفسية لهم، ويدفعهم إلى العزوف عن المذاكرة أو القيام بتصرفات غبر جيدة. جاء ذلك في تعليقه على حادثة انتحار أقدم عليها أمس الأول طالب في المرحلة المتوسطة «12 عاما» نتيجة ضغط أسري لإجباره على مذاكرة دروسه، في الوقت الذي فضل فيه ممارسة الرياضة واللعب مع أقرانه في الشارع. وتعود تفاصيل قضية الطالب «مقرن.ع» بمتوسطة العطيف «شمال الطائف» الذي وري جثمانه الثرى، أمس، إلى إصرار والدته على استذكار دروسه بينما كان يلعب بجوار المنزل، ودفعها ذلك الإصرار إلى اقتياده بالقوة إلى المنزل وسط توسلاته لها بتركه لبعض الوقت، حينها دخل الطالب إلى غرفته وأغلق بابها ليرتقي على أثاث الغرفة حتى طال المروحة وفيها لف «شماغه» وأحكمه حول عنقه ودلى جسده ليلفظ أنفاسه على الفور، فيما لم تشعر أسرته به إلا بعد ساعات بعد أن ظنوه نائما طوال الوقت. وأبلغ والد الطفل الجهات الأمنية التي باشرت الحادث ونقلته إلى المستشفى بعد أن فارق الحياة. وذكر أنه لم يكن يعاني أمراضا نفسية، بل كان مثالا يقتدى به لمن هم في سنه، ومتفوقا في دراسته، ومواظبا على الصلاة في المسجد. وأضاف المحلل الاجتماعي والصحي جمعة الخياط: «تفشت حالات الانتحار في السعودية أخيرا، خاصة في أوساط المراهقين والأطفال، نتيجة الضغوط الأسرية». وأشار إلى أن كثيرا من محاولات الانتحار لا يقصد منها الشخص قتل نفسه، إنما التهديد ولفت الانتباه، وهي تمثل 10 % من عمليات الانتحار العامة، وشدد على الأسر في الوقت الراهن لإبعاد أبنائهم عن الضغط، خصوصا في موسم الاختبارات، فالمسائل بحاجة إلى روية وتفهم أكثر: «يجب على الآباء عدم الضغط على أبنائهم وإبعادهم عن الاكتئاب، كما يجب ملاحظة السلوكيات الغريبة التي تطرأ على السلوك، وإن استلزم الأمر فإن زيارة الطبيب النفسي تكون واجبة، فالاكتئاب يجعل تصرفات الشخص غير مألوفة، وقد يدفعه إلى الانتحار». وأضاف بأن: «15 % من المصابين بالاكتئاب ينتحرون، وهذه النسبة هي الأعلى، مقارنة بالأمراض الأخرى، وهم الأطفال والمراهقون والبالغون والشيوخ، ..