شبرقة - بَدَل الزهراني : قالت صحيفة (ديلي تلجراف) البريطانية أن الاتهامات المزعومة التي تم توجيهها إلى طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية ، والشخصية السنية الأبرز في العراق ، تمثل محاولة لتهميش طائفة بارزة في المكون الثقافي العراقي. وأضافة الصحيفة حسب موقع (الإسلام اليوم) : في صبيحة الاثنين الماضي، ظهر ثلاثة رجال يقدمون اعترافات عن قيامهم بتفجيرات واغتيالات مزعومة تناولت شخصية مهمة سنية بارزة في النظام العراقي. وقالت : (أنّ رئيس الوزراء نوري المالكي أصدر مذكرة اعتقال بحق الهاشمي بدعوى أنه كان العقل المدبر لفرقة اغتيالات لمسئولين بارزين) معتبرة أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى (هدم صرح العراق بأكمله). وأشارت ديلي تلجراف إلى وجود أزمة سياسية تختمر الآن في البلاد ، ولفهمها ينبغي تذكر شيء مهم وهو أن العراق ليس ديمقراطية طبيعية في الواقع ، بل دولة تفاوضية متوازنة بدقة بين إثنيات وطوائف متنوعة ، وأن الأمر أشبه بلعبة جيو سياسية ، إذ إن إزالة قالب منها -وهنا المقصود زعيم سني واحد- فإنه يمكن أن ينهدم الصرح بأكمله. وأكدت الصحيفة : إن هذه الظاهرة العربية ليست غريبة، فعلماء السياسة يطلقون عليها اسم (التوافقية) وهي نوع من تقاسم السلطة معمول به في دول من بلجيكا إلى سنغافورة. والسياسة العراقية تشكلت باتفاق أبرم عام 2005 بحيث تؤول الرئاسة إلى الأكراد السنة ورئاسة الوزارة للشيعة ورئاسة البرلمان للسنة. وحذرت الصحيفة من (توجيه فصيل واحد للقوة العسكرية للدولة نحو فصيل آخر ، ولفترة طويلة) ، مشيرة بذلك إلى (أن وزارة الداخلية العراقية كانت تدير فرق الموت الشيعية لمهاجمة الخصوم السياسيين من أهل السنة). وختمت ديلي تلجراف بأنه ينبغي على العراق أن يتجاوز هذه الأزمة التي يعيشها الآن. فالسنة لن يتخلوا عن حصتهم في الحكومة والشيعة سيتراجعون خطوة إلى الوراء بعيدا عن حافة الهاوية. لكن إذا استمر المالكي في تقويض قواعد لعبة التسوية السياسية في العراق فإن الصرح كله سينهار في نهاية المطاف.