سعى الدكتور سعيد السريحي إلى تتبع ما آل إليه مصطلح «التناص» عند الدارسين العرب، حين تحول إلى بديل عما عرفته البلاغة بالاقتباس والتضمين حيناً، وبالسرقات والأخذ والاحتذاء حيناً آخر. وقدمت الورقة التي شارك بها السريحي بعنوان: «مخاتلة البلاغة للنقد الحديث - تغريبة التناص نموذجاً»، في مؤتمر النقد الأدبي، الذي عقد في القاهرة أخيراً، رؤية خاصة لهذا الموضوع، مفارقًا بذلك الفلسفة التي يرتكز عليها لدى مَنْ أسسوه من النقاد الجدد. وفى ورقته «المبدع ناقداً - عبدالعزيز مشري بين الكتابة السردية وتنظيراتها» استوضح الدكتور حسن النعمي أثر الوعي النظري لدى مشري في كتاباته الروائية، وتطبيقاته من خلال كتابه «مكاشفات السيف والوردة»، والذي قدم فيه تصوراً نظرياً للكتابة الروائية، واشتراطاتها الموضوعية، إذ أسهم من خلاله بتطبيقات نقدية على بعض نصوصه السردية. وكان المؤتمر، الذي شارك فيه عدد كبير من النقاد العرب حمل عنوان: «النقد الأدبي والواقع الثقافي»، ونظمه المجلس الأعلى للثقافة. وحملت الندوة في دورتها هذه اسم الناقد والرائد محمد غنيمي هلال، تكريماً لإنجازاته الهائلة في التحصيل والعطاء في مجال النقد الأدبي والأدب المقارن في رحلة عطاء قصيرة، ولكنها بحسب ما جاء في كلمة مقرر الندوة الدكتور أحمد درويش «فاضت بعشرات المقالات والكتب الثرية، وبمئات الأبحاث التي أنشأ من خلالها علم الأدب المقارن في الجامعات العربية، وأسس للمنهج الأكاديمي الصارم في النقد الأدبي الحديث». كما أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور عماد أبو غازي إطلاق ملتقى القاهرة الأول للدراسات النقدية إلى جانب ملتقيات الرواية والشعر والقصة القصيرة، إضافة إلى إصدار مجلة «ياء» الإلكترونية، وهى مجلة مُحكمة تعنى بالدراسات الأدبية واللغوية.