فيما وصفه الرئيس الأمريكي ب(عمل عسكري محدود) قصفت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ليبيا بصواريخ توماهوك وشنت غارات جوية حتى الساعات الاولى من الاحد، مثيرة غضب العقيد معمر القذافي الذي اعلن المتوسط (ميدان حرب). واكد الزعيم الليبي معمر القذافي في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الحكومي الاحد غداة بدء العملية العسكرية للتحالف انه سينتصر داعيا الغرب الى (مراجعة حساباته والتراجع). وتوقع القذافي ان تكون الحرب (الصليبية) التي تخوضها الغرب ضده (طويلة) ، وتوعد بالقضاء على الذين يتعاونون مع قوات التحالف وقال القذافي ان (المهاجمين مهزومون ، نحن لن نتراجع ابدا، ولن نموت انتم ستموتون وسنبقى احياء وننتصر). واضاف (انتم بامكانكم ان تتراجعوا وتنسحبوا وتذهبوا الى بلدانكم وقواعدكم لكن نحن هذه ارضنا ، انتم بامكانكم ان تراجعوا حساباتكم وترجعون). من جهة اخرى، اكد القذافي انه لن يترك الغرب يتمتع بنفط ليبيا، مشددا على ان التحالف الذي بدأ هجومه امس (سيسقط كما سقط هتلر ونابوليون وموسوليني) وقال (لن نتركهم يتمتعون بنفطنا ، لن نفرط بثورة الفاتح ولن نترك امريكا (وفرنسا وبريطانيا) تتمتع بنفطنا) ودعا من اسماهم (المهاجمون المهزومون) و (الطغاة) الى (مواجهة برية). وقال ان (الليبيين على استعداد للاستشهاد) ، موضحا (نحن نوزع السلاح على الشعب الليبي كله) . واكد الزعيم الليبي انه (سيقضي) على الذين يتعاونون مع (الحلف الصليبي) وقال ان (كل من يتعاون مع الحلف الصليبي سيتم القضاء عليه في بنغازي واي مكان اخر). وتابع (هذه ارضنا لن نتركها سنقاتل شبرا شبرا ونحررها) متوقعا ان تكون الحرب (طويلة معنا) واضاف (اعطيتوني فرصة تاريخية لمواجهتكم ، ارجعوا الى صوابكم وفكروا ، مهزومون لا محالة، ستقاتلكم النساء ايها الجبناء). واكد القذافي متوجها الى الغربيين (انتم نفسكم قصير ونحن نفسنا طويل ، سنقاتلكم ولن نمكنم من ارضنا ، نحن مظلومون وبرهنتم انكم ارهابيون برابرة وحوش) وقال متسائلا (نحن لم نخرج من ارضنا لنغزوكم فما مبرر هذا العدوان؟) متهما قوات التحالف بانها (تريد محو الاسلام). وفي اكبر تدخل عسكري في العالم العربي منذ الغزو الاميركي للعراق في 2003، اطلقت السفن الحربية الاميركية والبريطانية 110 صواريخ توماهوك عابرة على الاقل على ليبيا السبت، كما قال عسكريون. وقال الاميرال الاميركي وليام غورتني لصحافيين ان هذه الصواريخ اصابت (اكثر من عشرين هدفا من الانظمة المضادة للطيران وغيرها من المنشآت الدفاعية) على الساحل الليبي. من جهته ، ذكر مسؤول فرنسي طلب عدم كشف اسمه وكالة فرانس برس ان الهجمات الجوية بالطائرات والصواريخ (منسقة) من مقر اميركي في المانيا. وجاء الهجوم بعد يومين من تبني مجلس الامن الدولي قرارا يجيز استخدام القوة ضد ليبيا لمنع قوات القذافي من سحق الثوار في اول تمرد تشهده ليبيا منذ 41 عاما. وقال مراسل لوكالة فرانس برس ان قنابل القيت الاحد قرب باب العزيزية مقر القذافي ما ادى الى رد من المدفعية الليبية المضادة للطيران استمر حوالى اربعين دقيقة. واعلنت وزارة الخارجية الليبية في بيان انها تعتبر قرار مجلس الامن 1973 الذي يدعو الى وقف اطلاق النار واقامة منطقة حظر جوي فوق اراضيها (انتهى مفعوله) ودعت مجلس الامن الى عقد اجتماع طارئ. وقالت ان الهجمات على ليبيا (امر يهدد الامن والسلم الدوليين). ودعت الى (عقد جلسة طارئة لمجلس الامن بعد وقوع عدوان فرنسي بريطاني اميركي على ليبيا الدولة المستقلة العضو في الاممالمتحدة). كما اعلنت ليبيا انها قررت عدم التعاون مع اوروبا لمكافحة الهجرة غير الشرعية. ونقل التلفزيون الرسمي الليبي عن مسؤول امني ان ليبيا رفعت يدها عن الهجرة غير الشرعية الى اوروبا. وهدد القذافي في 11 اذار/مارس الاتحاد الاوروبي بوقف دعم مكافحة الهجرة غير الشرعية. وكانت دول عدة مثل ايطاليا وفرنسا تحدثت عن خطر تدفق مهاجرين الى اراضيها انطلاقا من شمال افريقيا بعد الثورات التي شهدتها هذه المنطقة خصوصا في تونس وليبيا. ووصلت مراكب تنقل آلافا من المهاجرين الذين لا يحملون وثائق ثبوتية ومعظمهم من التونسيين الى جزيرة لامبيدوزا الايطالية في الاسابيع الاخيرة. وتهدف العملية العسكرية الغربية الى وضع حد للقمع الدامي الذي يمارسه نظام القذافي ضد المتمردين الليبيين منذ اكثر من شهر. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما انه اذن للقوات الاميركية القيام ب (عمل عسكري محدود) في ليبيا لفرض احترام القرار 1973 مؤكدا ان الولاياتالمتحدة لن تنشر قوات على الاراضي الليبية. وحذر اوباما الزعيم الليبي معمر القذافي بان (الافعال لها عواقب)، مبررا بذلك قرار الولاياتالمتحدة بالمشاركة في عمليات القصف. الا انه اكد ان عملية (فجر الاوديسة) لا تتضمن ارسال قوات برية الى ليبيا. وضرب اول صاروخ توماهوك ليبيا في الساعة 19,00 من السبت بعد غارات جوية شنتها طائرات فرنسية، كما صرح الاميرال غورتني. واضاف (انها مرحلة اولى من عملية على عدة مراحل) لفرض احترام قرار الاممالمتحدة ومنع النظام الليبي من استخدام القوة (ضد شعبه). وتابع ان غواصة بريطانية انضمت الى السفن والغواصات الاميركية في الهجوم الصاروخي. وعبرت روسيا والصين اللتان امتنعتا عن التصويت على القرار 1973، عن اسفهما للتدخل العسكري. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش (نعرب عن الاسف لحصول هذا التدخل المسلح الذي يتم في اطار القرار 1973 (...) الذي اقر على عجل). من جهته ، اكدت وزارة الخارجية الصينية ضرورة احترام (سيادة واستقلال ووحدة وسلامة اراضي) هذا البلد. كما رفضت لجنة الاتحاد الافريقي التي كان ينتظر وصولها الى ليبيا غدا (التدخل العسكري) وقالت ان التحالف الدولي لم يأذن لها بالقيام بمهمتها. لكن اليابان عبرت عن دعمها للهجوم الذي يشنه التحالف الدولي ودانت قمع التمرد الشعبي في هذا البلد. وفي لندن، اعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ان القوات البريطانية انضمت السبت الى العمليات العسكرية التي بدات ضد نظام العقيد معمر القذافي. وفي جانب المتمردين في المرج (مئة كلم شمال شرق بنغازي) حيث توقف بعض المدنيين الفارين من بنغازي، اطلقت العيارات النارية وعلت ابواق السيارات احتفاء باعلان القصف الفرنسي. وكانت قوات القذافي واصلت بعد ظهر امس قصف احياء سكنية قريبة من بنغازي بالاسلحة الثقيلة وفق شهود. وقال احدهم (لديهم اوامر بالقصف العشوائي، ما يحصل مجزرة). وافاد المتمردون ان المدفعية والدبابات قصفت الاحياء الغربية وطاولت بعض القذائف وسط المدينة. وشوهد الاف الاشخاص السبت يفرون عبر المدخل الشمالي الشرقي للمدينة. وانتظم النازحون في طوابير أمام المحطات والافران للتمون قبل انطلاقهم الى طبرق التي تبعد 350 كلم الى الشرق من بنغازي، والى مصر. وفي الغرب، تقدمت دبابات كتائب القذافي نحو الزنتان (145 كلم جنوب غرب طرابلس) وقصفت مشارف هذه المدينة التي يتمركز فيها المتمردون ما اجبر السكان على الفرار، بحسب شاهد اخر. واعلن المتمردون ايضا انهم صدوا هجوما لقوات القذافي الجمعة على مصراتة التي تبعد 200 كلم شرق طرابلس، ما اسفر عن 27 قتيلا في صفوفهم.