ألحقت الوجبة الأولى من الضربات الجوية والصاروخية "الأطلسية" التي أطلق عليها اسم "فجر الأوديسا" دماراً شديداً في آلة الحرب للنظام الليبي وأرغمت كتائب العقيد معمر القذافي على وقف هجومها على بنغازي معقل الثوار الليبيين الرئيسي شرقي البلاد، فيما توعد القذافي القوات الغربية المهاجمة بحرب طويلة. وأفاد مراسلون أن عشرات الآليات التابعة لنظام القذافي دمرت صباح أمس في غارات جوية على غرب بنغازي. وشوهدت دبابات مدمرة ومدافع محروقة قربها جثث مقاتلين افارقة يرتدون اللباس العسكري. وقال رئيس هيئة أركان الجيوش الاميركية الأميرال مايكل مولن أمس ان قوات القذافي "أوقفت تقدمها" نحو بنغازي، مشيراً الى أن المرحلة الاولى من عملية "فجر الأوديسا" لتعزيز منطقة الحظر الجوي "حققت النجاح". وأغارت 18 طائرة حربية أميركية على الأقل، بينها ثلاث طائرات شبح بي2، على أهداف في ليبيا فجر أمس. وأصدرت القوات المسلحة الليبية مساء السبت بيانا أشارت فيه الى مقتل 48 شخصاً واصابة أكثر من 150 جريحاً في الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية ومدنية. القذافي يتوعد القوات الدولية بحرب طويلة وينصحها بالرحيل ويعلن تسليح الشعب الليبي الى ذلك، توعد القذافي القوات المهاجمة بحرب طويلة يكون هو الرابح فيها في الأخير. وقال في خطاب مسجل إن ما وصفه "بالحلف المسيحي الصليبي" يستعمل "وسائل إرهابية ولكن الذي سينتصر هو صاحب الأرض"، مؤكدا "لن نترك النفط لأميركا وفرنسا وبريطانيا لأن هذا قوت أولادنا". وافادت محطة "سي بي اس نيوز" صباح الاحد ان ثلاث مقاتلات بي-2 شبح اميركية القت اربعين قنبلة على قاعدة جوية ليبية. وقالت المحطة ان هدف العملية كان تدمير قسم كبير من سلاح الطيران الليبي، ولكن الطائرات الحربية الاميركية قامت في الوقت نفسه بملاحقة قوات برية بهدف تدميرها. واضافت ان جميع الطائرات عادت الى قاعدتها سالمة. واطلقت الولاياتالمتحدة السبت وابلا من صواريخ توماهوك ضد الدفاعات الجوية للنظام الليبي. واكدت واشنطن انها لن ترسل قوات برية في اطار العملية العسكرية المحدودة التي تنفذها ضمن الائتلاف الدولي لتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 بفرض حظر جوي على ليبيا. واعتبر القذافي أنه "لا مبرر لهذا العدوان" وقال "نحن نقاتل في جبهة واسعة لن تستطيعوا إخضاعنا، نحن نفسنا طويل وأنتم نفسكم قصير" مشيرا إلى أنه فتح مخازن الأسلحة أمام الشعب الليبي "وكل الشعب مسلح الآن بالبنادق والقنابل". صورة بالأقمار الصناعية لمعسكر للاجئين في رأس جدير على الحدود التونسية الليبية بعد تجهيزه لإيواء 20 ألف شخص (أ.ب) وحذر القذافي قوات التحالف من أن ليبيا أصبحت الآن "جمرا وجحيما"، واصفا هذا التحالف "بالإرهابيين والمجرمين والوحوش". وتوعد القذافي التحالف "بالانهزام والسقوط مثلما سقط هتلر ونابليون وموسيليني تحت أقدام الجماهير". كما توعد من وصفهم "بالخونة" بالقتل، في إشارة إلى الثوار. واعتبر القذافي أن الغرب "لم يستفد من دروس الماضي" قائلا "لقد انهزمتهم في الصومال والعراق وفيتنام وأفغانستان داعيا قوات التحالف الغربي إلى "الرجوع إلى الصواب لأنكم مهزومون لا محالة". وقال "بإمكانكم مراجعة حساباتكم وتعودوا إلى دولكم لأننا في أرضنا ولن نرحل عنها". ومساء نفذت القوات البريطانية اولى الغارات الجوية في حين اطلقت صواريخ توماهوك من السفن والغواصات الاميركية قبالة السواحل الليبية. واطلقت العملية الدولية في اطار القرار رقم 1973 الصادر عن مجلس الامن الدولي الذي يجيز استخدام القوة لحماية المدنيين في ليبيا. وافاد مصدر عسكري فرنسي ان العمليات الجوية للقوات الفرنسية كانت مستمرة صباح الاحد فوق ليبيا في اطار تدخل ائتلاف دولي. وبدأت العملية العسكرية السبت مع تحليق طائرات رافال وميراج 2000 فوق الاراضي الليبية وثم تدمير عدة دبابات تابعة للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. وقال سكان مدينة مصراتة الخاضعة لسيطرة المعارضة في ليبيا والتي تحاصرها القوات الحكومية منذ ايام إن طائرات حربية غربية قصفت السبت قاعدة جوية قريبة تستخدمها قوات القذافي. وقال اثنان من السكان انه يبدو ان قوات القذافي تراجعت عن مواقعها ونفيا تقارير تلفزيونية أفادت بأن القصف الغربي استهدف مناطق مدنية ومستودعات للوقود. وقال عبد الباسط المقيم في مصراتة لرويترز عبر الهاتف "القوات الدولية قصفت كتائب القذافي في الكلية الحربية الجوية لكن بعضا من القوات فر قبيل الهجوم". وقال مقيم آخر واسمه سامي انه سمع صوت انفجار قوي يأتي من ناحية القاعدة الجوية. طائرة استطلاع (أواكس) بريطانية لحظة هبوطها في قاعدة جوية بريطانية قرب ليماسول (أ.ب) وقال "ان قوات القذافي التي تحاصر المدينة بدأت في التحرك لكن لا نعرف إلى أين". وفي وقت سابق السبت قال سكان مصراتة الواقعة على بعد مائتي كليومتر شرقي طرابلس ان القذائف التي اطلقتها القوات الحكومية على المدينة وهجمات القناصة اسفرت عن مقتل تسعة اشخاص السبت وأن المستشفى لا يستطيع اجراء عمليات جراحية للمصابين لعدم توافر المخدر. وقالوا ان المدينة تواجه ازمة انسانية لانقطاع امدادات المياه لليوم الثالث على التوالي ولكنهم رحبوا بأنباء أولى الضربات الجوية الفرنسية. وقال ساكن آخر يدعى محمد "الناس اصبحوا الان متفائلين ويشعرون بالارتياح. نحن ممتنون جدا لتدخل فرنسا والاتحاد الاوروبي. قوات القذافي قامت ببعض الاعمال الوحشية هنا".