بمشاركة خادم الحرمين الشريفين تنطلق اليوم مدينة تورنتو الكندية قمة العشرين التي ستبحث في سبل حل الأزمة المالية العالمية وكيفية معالجة الاضطرابات التي تشهدها أسواق المال وسط خلاف بين الولاياتالمتحدة وأوروبا بشأن خطط التقشف الاقتصادي ودورها في معالجة الأزمة المالية. ويشارك في القمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وينتظر أن تعمل القمة على إعادة إطلاق عجلة التعاون الدولي بين الاقتصادات العالمية الكبرى، وإيجاد الحلول الناجعة للمشاكل الاقتصادية بغية تثبيت الاستقرار الاقتصادي العالمي، الذي اهتز بقوة نتيجة الأزمة المالية العالمية التي مازال العالم يكافح من أجل تجاوز تأثيراتها. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد قال قبيل انطلاق القمة إن على دول مجموعة العشرين العمل معا لزيادة النمو الاقتصادي في دولهم، وأن الاقتصاد العالمي مترابط بشكل معقد جدا. وجاءت تصريحات الرئيس أوباما بعد ساعات قليلة من قيام المشرعين الأمريكيين بالموافقة على اصلاح تاريخي للوائح المالية التي وصفها اوباما بأنها "أقوى حماية مالية للمستهلك" في تاريخ الولاياتالمتحدة. وذكرت "العربية" أن خبراء محليون وإقليميون ودوليون وصفوا مشاركة السعودية بأنها تأكيد على اعتبارها إحدى الدول الاقتصادية الفاعلة في الساحة العالمية، وقادرة على لعب دور كبير في المرحلة المقبلة، في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي العالمي، خصوصاً بعد تفاقم الأزمة اليونانية وظهور بوادر أزمات اقتصادية في عدد من الدول الأوروبية مثل إسبانيا وبولندا ورومانيا، باعتبار أن الاقتصاد القوي والمتماسك يحتم على المملكة دوراً كبيراً في المساهمة في إنقاذ الاقتصاد العالمي. ويأتي المقترح السعودي للقمة بإعادة النظر في مسؤولية صندوق النقد الدولي والعمل بمبدأ الشفافية، لاسيما في ما يخص الديون والمراجعة المالية للبنوك كل ثلاثة أشهر، والذي يمثل بحسب المراقبين حلاً جوهرياً، للحيلولة دون تكرار الأزمة الاقتصادية التي ضربت الاقتصادات الدولية العام الماضي، مشيرين إلى أن دول العشرين تنظر إلى مثل هذه الاقتراح بإيجابية لما يمثل من حل لتجاوز الآثار السلبية التي أضرت بالاقتصاد العالمي، وفقاً لصحيفة "عكاظ" 25-6-2010. ويؤكد عضو اللجنة التجارية بغرفة الشرقية علي برمان، أن وجود المملكة في المحفل الاقتصادي الكبير لقمة العشرين دليل على مكانة المملكة اقتصادياً في ظل التكتلات الدولية، كما أن وجودها كدولة مسلمة يمثل العدد الكبير من المسلمين في العالم، معتبراً أن اختيارها لعضوية هذه المجموعة يمثل اعترافاً دولياً بمرونة الاقتصاد السعودي وقوته وقدرته على تجاوز الأزمات الاقتصادية التي عرفها العالم خلال العام الماضي. مضيفاً أن قادة مجموعة العشرين مطالبين بمناقشة النظرة للمواطن السعودي ورجال الأعمال، من خلال تغيير النظرة الحالية كإرهابي واستبدالها بأنه فرد مساهم في إنقاذ الاقتصاد العالمي، مؤكداً أن المملكة كانت من الدول الأولى التي ساهمت في إعادة الاقتصاد العالمي للاستقرار عندما انهار، إذ لولا وجودها في قمة العشرين لاختفت دول كثيرة. عودة للأعلى آلية جديدة لصندوق النقد واعتبر أن مطالبة المملكة لقمة العشرين بوضع آلية جديدة لصندوق النقد الدولي واعتماد مبدأ الشفافية في التعاملات، يمثل حلاً جوهرياً في المرحلة المقبلة، مؤكداً أن أعضاء مجموعة العشرين لديهم القناعة التامة بضرورة تبني مثل هذه السياسات باعتبارها المنطلق نحو بناء سياسة اقتصادية جديدة. وأعرب رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو عن أن "المملكة تتمتع باقتصاد قوي رغم الأزمة المالية وتشهد طفرة اقتصادية مهمة، الأمر الذي يعزز متانة الاقتصاد ويجعل المنطقة تشهد ازدهاراً كبيراً، وأوروبا يهمها الشراكة مع المملكة وتكثيف التعاون مع مجلس التعاون الخليجي". وكان العاهل السعودي الملك عبدالله أكد في قمة واشنطن حتمية وجود الدول الناشئة المهمة في عضوية المجموعة، ما يجعل دورها حيوياً وضرورياً في التصدي للقضايا الاقتصادية العالمية، حيث أثبتت خلال السنوات الماضية قدرتها على بناء التوافق بين الدول المتقدمة والناشئة، ومن ذلك المساهمة في دفع الإصلاحات في صندوق النقد الدولي، وفي تطبيق المعايير الدولية، وفي توفير نقاشات بناءة حيال التغيرات السكانية، وأمن الطاقة، والتجارة وغيرها من القضايا المهمة، بحسب صحيفة "الجزيرة" 25-6-2010. مؤكدة أن المملكة لها دور حيوي كبير من كونها تلعب دور الترجيح وقد تميل إلى أي كفة وتنجح في ترجيحها أمام الأخرى، بما يعيد هيكلة النظام الاقتصادي العالمي بصورة أخرى. "وذلك ما أعطى المملكة مركزاً اقتصادياً عالمياً أقوى وجعل التركيز على الدور السعودي أقوى من غيره". عودة للأعلى فتاة سعودية في القمة وعلى صعيد ذي صلة اختيرت السعودية أنوار أسلم أحمد باسنبل (19 عاماً)، طالبة العمارة في جامعة عفت بجدة، عبر برنامج "إنجاز السعودية" لحضور قمة العشرين للفتيات في كندا، والالتقاء بالوزراء والمسؤولين، والتحدث عن الإنجازات التي حققتها المرأة السعودية في جميع المجالات. تقول باسنبل: "سأناقش في كندا التحديات والصعوبات التي تواجه المرأة والفتيات في دول العالم عموماً، ومنها المملكة، الدولة العربية الوحيدة المشاركة في هذا الحدث، وإيجاد حلول لهذه التحديات من وجهة نظر الحاضرات"، موضحة أنها ستحضر ورش عمل خاصة في المؤتمر ل11يوماً في تورنتو، وأن ترشيحها جاء ضمن مجموعة من طالبات الجامعة لحضور قمة العشرين للفتيات.