الحمد لله في وطننا انتشر التعليم وانتشرت المدارس بمراحلها كافة وكذلك مدارس وحملات محو الأمية وانتشرت الجامعات وتخرج الآلاف من الجامعيين ومحيت أمية الكثير وانحصرت الأمية في الوطن ولله الحمد ومع انتشار العلم نجد ان البعض قد فقد التربية والتربية عبارة عن سلوك يتخذه الأفراد في تعاملهم مع أنفسهم والآخرين والتربية لها عدة معاني سامية فقد عرفها البعض بأنها عملية انتقال الفرد من الواقع الذي عليه إلى واقع المثالية وهي تكوين الفرد من اجل ذاته وهي الأخلاق أخلاق الفرد وأخلاق المجتمع وطرق تعاملهم مع بعضهم البعض ومع الآخرين فالتربية سلوك يبدأ من الأسرة فالأسرة مدرسة الانسان الأولى تعلمه اللغة واللهجة والتعامل وعادات وتقاليد الأسرة وكذلك يتم التعلم من خلال ما يشاهد من سلوك الوالدين فالتربية هي الأخلاق والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فبالأخلاق والتعامل ترتفع الأمم وتستمر ومن التربية أن الإنسان يحترم نفسه وكرامته ولا يكذب ولا يسرق ولا يغش ولا يظلم ولا يدلس ولا يسرف ولا يطفف ويرفع الأسعار بدون وجه حق ولا يكشف السر ولا ينشر الإشاعات ولا يقول إلا الحق ويحافظ على صحته ووقته وماله ويستطيع تحقيق أهدافه بطرق مشروعة بدون خداع أو غش أو واسطة من التربية أن تحترم الآخرين ولا تزعجهم وتقبل تعدد الآراء بدون تعصب أو تشنج من التربية ألا تسفك الدماء التي حرم الله وتحترم الإنسانية وتحب لأخيك المسلم ماتحب لنفسك لا تغتابه ولا تمشي بالنميمة والإفساد في الأرض من التربية ان تساعد الآخرين وتمشي في حاجتهم وترفع الأذى عن الطريق وتجعل مكانك نظيفاً دائما تحافظ على المنتزهات العامة والبيئية ولا تكتب على الجدران والأماكن العامة وان تحافظ على الممتلكات العامة للدولة ولا تكشف سراً من أسرارها ولا تخون الوطن وتفسد وتفحط وتنشر المخالفات التي تسيء للمواطنين وتخدش الحياء والعادات والتقاليد والأعراف من التربية ألا تستخدم وتنشر المخدرات ولا تأكل الربا ولا ترتشي ولا تشهد زورا وبهتانا ولا تزعج الآخرين من التربية أن تعرف كيف تحترم ذاتك وكيانك ولبسك وأفعالك فالتربية مجموعة أفعال وسلوك مكتسبة فاضلة تسمو بالفرد والمجتمع إلى الرقي بهدف الوصول إلى الفضيلة الاجتماعية فالتربية مهمة في حياتنا وهي مقدمة على العلم والإنسان عبارة عن مجموعة سلوك وأفضل الناس أفضلهم تربية فالإنسان تعامل وهناك قول مشهور لأحد المفكرين عندما ذهب لدولة غير إسلامية فقال قولة مشهورة وجدت أسلاما ولم أجد مسلمين نعم وجد التعامل والاحترام والصدق والابتسامة وطلاقة الوجه وهم غير مسلمين وكذلك دول قديما انتشر بها الإسلام بمشاهدة المسلم وحسن تعامله. فكن تربوياً واكتسب التربية فالدنيا وتجددها وتقنيتها عبارة عن تربية متجددة تتيح لك كيفية التعامل مع المكتسبات والاختراعات والأحداث بما نشأت عليه ومما اكتسبته وتعودت عليه من تربية ومن خلال تعاملك أقول لك من أنت.