(الله أكبر) كلمة عظيمة القدر , جليلة الشأن ، كثيرة النفع ، لها فضل عظيم ، وثواب جزيل ، وأجر كبير ؛ عند الخالق سبحانه ، وهي أحب إلينا من طلوع الشمس ، وبزوغ القمر ، وانهمار المطر ، وكثرة الثمر ، فهي التي لا ينعقد الإحرام للصلاة إلا بها ، وهي التي نرددها مع الأذكار ، وفي الأذان ، وعند الطواف ، والسعي ، ورمي الجمرات. (الله أكبر) بلسم ودواء ؛ تزيل الرعب ، تكسر القيود ، ترفع الظلم ، توقف البطش ، تطفئ الظلام ، تصلح النظام ، تأتي بالنصر ، وتجلب الرزق ، وهي التي تبعث الأمل في نفوس المقهورين والمظلومين ، وهي القوة التي لا تقهر ، وهي السلاح الذي لا يُهزم. انظروا إلى الأنظمة العربية التي سقطت ؛ لم ترفع في حياتها شعاراً واحداً يربطها بخالقها ، ويذكرها برازقها وحاميها ، بل رفعت كل الشعارات المضللة ، وتبنت جميع الاتجاهات المضلة , كالقومية ، والاشتراكية ، والعلمانية ، والليبرالية. لكن شعوبها التي صبرت سنين طويلة ؛ على الضلال والظلام ، والذل والإذلال ، والغبن والقهر ؛ هاهي تثور اليوم على حكامها ، وتحطم عروشهم ، وتنتصر على جبروتهم ، لقد فاقت من غيبوبتها ، استعادت وعيها ، استردت إرادتها ، وعادت لدينها وأصالتها ، وفطرة الله التي خلق الناس عليها. انظروا ماذا كانت تردد حناجر هذه الملايين الهائلة من الشعوب العربية في الأحداث الأخيرة ، وبماذا رفعوا أصواتهم ، وماذا وضعوا على الجدران واللافتات التي رفعوها في الساحات؟ إنها (الله أكبر) ؛ التي رفعت العزيمة ، وألهبت المشاعر ، وحركت القلوب ، وأنعشت النفوس ، وأحيت الأرواح ، الله اكبر هي التي وحدت كلمتهم ، وجمعت صفوفهم ، وألغت الفوارق والاختلافات فيما بينهم. (الله أكبر) ؛ أفضل الكلام بعد القرآن الكريم ، أحب الكلام إلى الله تعالى ، من قال الله أكبر مئة مرة ، قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ؛ كانت أفضل من عتق مئة رقبة ، وإن الجنة طيبة التربة ، قيعان خصبة ، عذبة الماء ، وغراسها سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، (كما جاء في الأحاديث الصحيحة). ما يجب أن تتذكره الشعوب العربية والإسلامية ؛ أن الله سبحانه وتعالى هو أكبر من كل شيء في هذا الوجود ، وأعظم وأجل وأعز وأعلى من كل ما يخطر بالبال ، أو يتصوره الخيال. جميع العوائق الأرضية يمكن إزالتها ب(الله أكبر). الأمن والرزق والسعادة لن تصلح إلا ب(الله أكبر). صلاح البشرية ، واستقامة الإنسانية ؛ لن يكون إلا ب (الله أكبر). فهل تعمل من أجلها نفوسنا؟ وهل نسعى جميعاً للحياة في سبيلها؟