ليست العبرة في المطالبة بالإصلاح بل في فهمه أولاً وممارسته ثانياً والمطالبة به ثالثاً ، والفهم متطلب أساس ، بينما الممارسة مسؤولية ذاتية والمطالبة واجب مشترك . - حين يتحقق الفهم بأن الإصلاح يحقق العدل ويرفع الظلم ويبعث على التطور ويدفع إلى بذل المزيد في كل لحظة من لحظات الحياة يغدو أمراً محبباً ويهب الحياة طعمها الشهي ولونها الجميل . - حين يغدو الإصلاح مسؤولية ذاتية فإنه يمنح صاحبه رؤية صافية وروحاً شفافة فلا تختلط أمامه الصور ولا تتداخل في وجدانه الرؤى ، بل يدرك أن المطلوب منه أن يعمل بإتقان وأن يفكر بنزاهة وأن يتحدث بصدق وأن يتواصل بحب . - وتغدو المطالبة بالإصلاح واجباً مشتركاً إذا صح الفهم وإذا قام كل واحد بإصلاح شأنه فكراً وسلوكاً وتعاملاً وتفاعلاً ، وعندئذ فإن المطالبة تأخذ قوتها من فهم صحيح وتطبيق صحيح ، ولا يجد الكثيرون غضاضة في الجهر بما يرون أنه في حاجة إلى تعديل أو تغيير أو تطوير ، فليست مفردات الإصلاح في الكلمات بل في الإنجازات . - التأمل يساعد على تحقيق قدر من الفهم ، والمراجعة وطلب النصح من المؤتمنين تساعدان على تحقيق قدر من الإصلاح ، والشعور بالمسؤولية يسهم في رفع الأصوات بالمطالبة بالإصلاح ، لأنه روح الحياة وأساس البقاء . - لا تنتظر الثناء إن سعيت في إصلاح شأنك فذاك واجبك في الحياة وعليك أن تقوم به ، ولا ترهق نفسك في الثناء على الذين يؤدون واجباتهم فلم يقوموا بما يعد استثناء يستحقون عليه الثناء ، فالثناء ربما أفسد النفوس وصرف المسار . - إن رأيت مصابيح تحترق من أجل إنقاذ مجتمعاتها ، فامنحها من روحك ما تحلق به لتضيء أكثر ومن دعائك ما تحقق به رسالتها ومن ثنائك ما تستحق به التقدير بين الناس .