• في صالة المطار، وأنا أحمل حقائبي، تذكرتُ لقائي الفجائي بكِ.. كانت لحظةَ قدرٍ جميلةً.. أحسستُ بقلبي، ومشاعر داخلية تقول لي: إنكِ في مكان ما من المطار.. لم أكذبهما! فكثيرًا ما صدقاني معكِ.. بحثتُ في كل الزوايا.. وفتّشتُ في كلِّ المقاعد.. ونظرتُ إلى كلِّ الوجوهِ المسافرة.. لكنّي عدتُ خاليَ الوفاض.. فلم تكوني هناك.. ولم يكن أحد يشبهكِ من المسافرين على الإطلاق. • شعرتُ حينها كم أنا في حاجة إليكِ.. وأيقنتُ أن روحكِ وروحي خلقتا سويًّا.. لتبحرا معًا في بحور الهوى.. سعيتُ إلى تهدئة خفقان قلبي.. وحاولت طمأنة روحي بأنكِ دائمًا معي حتى وإن رحلت للسفر.. غير أني فشلتُ.. فكلاهما كانا يخفقان بشدة؛ لإحساسهما بالبُعد المكاني عنكِ. • لا أدري لماذا يلومونني في حبكِ.. ويظنون أنني أتجاوز حدّي.. وهم لا يعلمون ما أعانيه حين بُعدى عنكِ.. ولا يشعرون إطلاقًا باغترابي.. ووحدتي.. وكيف لي أن أقنعهم بأن حياتي بقربكِ تكون هادئة.. وسعادتي في وجودكِ تصبح كاملة. • بعضهم ينصحني بأن لا آسر نفسي لامرأة.. فتجيبهم روحي، وكل جوانحي أسري الحقيقي في حبّها.. وعشقي لها يمنحني روحًا حرّةً تحلّق بي إلى ما وراء إدراك البشر.. وتستعصي على فهم العقل والمنطق. • حين أقلعت بنا الطائرة، شعرتُ أني بلا روح.. غبتُ عن الوعي للحظات، ظن جاري في المقعد أنني غفوتُ.. وحين عدتُ لوعيي لم أحزنْ، أو آسَ على نفسي، بل ابتهجتُ فرحًا.. فذاك كان مؤشرًا لي على مدى احتياجي لكِ. • وضعتُ رأسي بين يديَّ لأفكرَ فيكِ.. وعيناي لا يمكن لهما أن تناما إلاّ وتشعران بأنهما قريبتان منكِ.. وحين أسدل علينا الليل ستاره.. وأشرق الصبح بنوره.. لم أكن أدري.. فكلّي.. تفكيري.. قلبي.. روحي.. مشاعري كلها كانت تبحث عنكِ. • أي لحظة بعيدة عنكِ ليست من عمري.. وأيّ إحساس في غير وجودكِ ليس له معنى.. فإن أخذتني المطارات.. والمحطات.. بعيدًا عنكِ.. وإن بعد بي السفر.. فتأكدي أنكِ دائمًا في عمق روحي.. وأن كل تلك اللحظات ليست سوى لحظات عابرة لا قيمة، ولا معنى لها في حساب عمري. فاكس: 6718388 - جدة [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (10) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain