قال تعالى " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام " يظل الموت هو الحقيقة التي نشاهدها في حياتنا في كل يوم وفي كل ساعة ونؤمن بها ولا ننكرها ونعرف أنه حق من حقوق الله على البشر لا مفر منه بأي حال من الاحوال فالجنة حق والنار حق وبينهما لحظة الموت التي لا نعلم متى تحين ومتى تكون واقعة قال تعالى "فاذا جاء اجلهم لا يستقدمون ساعة ولايستأخرون" والنفس أمانة استودعها الله للانسان لكي يحافظ عليها من الغلو والاثام لتعود الى بارئها طاهرة نقية قال تعالى" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي". فالموت طريق الجميع لايعرف صغيراً وكبيراً ولاعزيزاً فكيف اذ حمل معه اعز ما املك امي الحبيبة رمز الحب والوفاء والنقاء والتضحية والحنان، هذه الام التي تمتلك مشاعر فياضة من الحب لاحدود لها وعواطف جياشة لاتنضب وينبوع حنان يتدفق على طول المدى فهذه الام الحنون التي رحلت عنا وتركت الدنيا وما فيها مهما تحدثت عنها ومهما عملت لها من اعمال خيرة ومهما دعوت لها فلن أو فيها جزءاً مما قدمته لي ولأخوتي فقد كانت توجهنا بحكمتها وتدعو لنا في صلاتها وتحنو علينا في مرضنا وتسهر الليالي في انتظارنا. فقد كانت شمعة تحترق لتضيء لنا دروب الحياة فهي مدرسة علم قائم بذاتها كحال الكثير من الأمهات ويكفيها فخراً أن الجنة تحت أقدام الأمهات فقد قال صلى الله عليه وسلم "الجنة تحت أقدام الأمهات". وصدق شاعرنا حين قال "الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق". فاللهم أرحم أمي واغفر لها واسكنها فسيح جناتك وأن تجمعنا بها ان شاء الله في الجنة اجمعين. ثناء حسن حويت مديرة معهد الأمل بمكة المكرمة