تركي بن محمد بن فهد يستقبل سفير المملكة المغربية لدى المملكة    وزير الثقافة يدشّن النسخة الثانية من منتدى الأفلام السعودي 2024    وزارة المالية توقع اتفاقية مع عدد من البنوك والمصارف وشركات التقنية المالية لتطوير أسلوب الصرف من العُهد باستخدام البطاقات البنكية    أمير جازان يستقبل مفوض الإفتاء ومدير فرع الرئاسة بالمنطقة    سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 11927 نقطة    إعلان المدارس المتميزة الحكومية والأهلية والعالمية على مستوى المملكة وتكريمها في ملتقى التميز المدرسي    الديوان الملكي: خادم الحرمين استكمل الفحوصات الطبية وتماثل للشفاء    «روابط العقارية» تعرض مشروعها «ذا جروف» في ريستاتكس جدة العقاري 2024    وزير السياحة يؤكّد على الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاع السياحي خلال لقائه مع المستثمرين بغرفة الشرقية    كأول محمية سعودية.. «الوعول» تنضمّ للقائمة الخضراء الدولية    مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض يحد من هدر أكثر من 16 مليون م2 من طبقات الأسفلت    "موسم الرياض" راعياً رسمياً للدوري الإسباني لكرة القدم "LALIGA" لمدة ثلاث أعوام    الوعي الفكري بتعليم مكة يعقد لقاء لمبادرة "دور الفتوى في حفظ الضروريات الخمس"    القصف يتواصل على الضاحية.. الاحتلال يحذر سكان جنوب لبنان من العودة    سفارة السعودية في أمريكا تطالب المواطنين الموجودين في ولايات جورجيا‬ ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا‬ بأخذ الحيطة والحذر من تداعيات إعصار «ميلتون»    رئيس مجلس الشورى يستقبل سفير جمهورية ألبانيا لدى المملكة    المديرس يفتتح لقاء صقور الكشافة ووسام كشافي العالم    الراشد: توجه لطباعة أعمال أمين مدني    القيادة تهنئ رئيس جمهورية أوغندا بذكرى استقلال بلاده    محافظ الخرج يدشن حملة التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية    «الصحة»: إيقاف شخصين لادعائهما علاج العقم والجلطات وممارسة مهن صحية بلا ترخيص وإحالتهما إلى النيابة العامة    95 مدرسة تتبع مكتب التعليم ببيش تحتفي ب 2000 معلم ومعلمة    التنوير والتغريب    استشهاد 13 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على الشجاعية ومخيم البريج    استمرار هطول أمطار رعدية متوسطة بمختلف مناطق المملكة    إمام المسجد النبوي يزور مجلس العلماء الإندونيسي بجاكرتا    معدل الأعمار على مستوى العالم يتجه للتباطؤ في القرن الحالي    ثورة دوائية.. علاج جديد لسرطان الرئة    5 علاجات منزلية لإزالة البقع من الأسنان    مدير عام فرع بيئة نجران يقوم بجولة تفقدية بمحافظة شرورة    «نيوم»: مجمع صناعة خرسانة ب 700 مليون لبناء «ذا لاين»    217,000 وظيفة ثقافية و 3 % عوائد متوقعة بحلول 2030    الدسوقي من اليابان: السعودية تسعى لإنتاج 600 طن من الهيدروجين الأخضر    العيسى: إقرار «وثيقة بناء الجسور» نقلةٌ مهمّةٌ في العمل الإسلاميّ المشترك    قبل مواجهة اليابان ب 48 ساعة .. سباق جماهيري للظفر بتذاكر مباراة الأخضر    "عدنان" و"هوساوي" أبطال ذهب رفع الأثقال البارالمبية في ألعاب السعودية الثالثة    قيادة حكيمة ورؤية طموحة    العثور على مفقود وادي بن هشبل بصحة جيدة    ولي العهد يطمئن الجميع على صحة خادم الحرمين.. مجلس الوزراء: نقل الترخيص لممارسة مهنة الاستشارات الإدارية للأفراد من "التجارة" إلى "الموارد البشرية"    جهود رائدة    خالد بن سلمان يستعرض مع أوستن التطورات.. ويلتقي السفير الفرنسي    الأخضر يكثف تحضيراته لمواجهة اليابان في تصفيات المونديال    جمهور يتعذب !    ما هو تعريف الرومانسية؟    توفيق الحكيم.. عصفور من الشرق    تسوتايا ..مكتبة أم مركز ترفيهي؟    «الدرعية.. من هالأرض».. التاريخ يصنع المستقبل!    رونالدو الأكثر متابعة بفارق شاسع عن ميسي    للمرة الخامسة وبمشاركة 4 اندية.. السعودية تستضيف كأس السوبر الإيطالي    السابع من أكتوبر    ماكينة قهوة تنهي 17 سنة زواج    السابع من أكتوبر.. جردة حساب    دشن النشرة الإلكترونية للجنة القانون الدولي الإنساني.. الأمير تركي الفيصل: المملكة لا تدخر وسعاً في نشر السلام    أولى مزايا الذكاء ب «آبل» تظهر قريباً    البيعة العاشرة.. ازدهار ونماء وجودة حياة    اكتشاف خلايا خفية تساعد في التئام الجروح    العيسى: إقرار «وثيقة بناء الجسور» نقلةٌ مهمّةٌ في العمل الإسلاميّ المشترك    نائب أمير مكة يتسلم تقرير «المساحة الجيولوجية» بالمنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف يبكي وهو في القبر ؟!
نشر في شبرقة يوم 14 - 10 - 2010

أسواق العرب كثيرة.. أشهرها سوق عكاظ.. ما الذي كان يجري في هذا السوق؟!.. هل حدد التاريخ جواب السؤال؟!.. وصلت إلينا (قصائد) كانت تعلق على حائط خاص.. هل كان سوقا شعبيا ؟!
هل كانوا يتاجرون بالبرسيم والأعلاف بجانب قصائد الأمة ؟!.. هل كانوا يتاجرون بالمواشي ومنتجاتها من (الاقط) والسمن ؟!.. ماذا عن الحنطة وأشياء أخرى كثيرة ؟!.. هل كان للعسل ساحة في السوق؟!
هل كان سوقا شعبيا مثل الأسواق التي وصلت إلينا ؟!.. هل كان سوقا يوميا.. أم أسبوعيا.. أم شهريا.. أم سوقا سنويا ؟!.. هناك دلالات كثيرة لكل جواب.. اتركها لكم.. تخوضون فيها كما تشاءون.
الذي اعرفه أن سوق عكاظ كان سنويا.. هذا في مجال تسويق القصائد العربية المعلقة.. تأتي إليه العرب في طوابير ومشاهد احتفالية.. من كان يشرف ويراقب ويجهز؟!.. هل كان هناك مقاولون من الباطن للنظافة والإشراف على متطلبات السوق؟!.. هل كانوا ينامون في السوق أم خارجه؟!
ماذا كان يأكل الشعراء؟!.. كيف يتم الاعتناء بضيافتهم؟!.. ماذا كانوا يلبسون؟!.. هل كان الجميع سواسية في كل النواحي؟!.. هل كان للشعراء مكان خاص للمبيت؟!.. على أية حال.. هناك من يهبط السوق.. راكبا.. وهناك من يمشي على الأقدام.
سوق عكاظ قصة غيبية لم يعشها كاتبكم.. ولم يقف على ملامحها.. كنتيجة، سيتجنب الخوض في متاهات هذا السوق الشهير.. ظل مندثرا على الأرض.. موجودا في الأذهان.. أخيرا تمت إعادة بث الروح فيه .. ولكن بطرق عصرية نابضة بالحياة المتناقضة.
نتعجب من قدرة البعض على إعادة الماضي كانجاز.. ونتعجب من قدرة البعض على الاستمرار في الماضي بكل ذيوله.. هل يريدون أن نلبس ملابس ماتت مع أهلها ؟!.. نريد أن يكون السوق معاصرا يحمل الجيل المعاصر.. لا ملامح أجيال مضت مع سوق جاهلي للتفاخر.
انتقل بكم إلى واقع الحياة اليوم.. من خلال أسواقنا الشعبية التي انقرضت.. تغيرت سحنتها أمام التجمعات التجارية الكبيرة.. جعلت من تلك الأسواق خردة.. ليس لها قيمة حضارية أو إنسانية.. جعلوها مثل المقابر.. تحمل جثث الأحبة.. وأهلنا الميتين.. نحب المقبرة ونحترمها.. تقديرا واحتراما للأموات.. وهكذا الأسواق الشعبية.
في حياتي تعرفت على ثلاثة أسواق شعبية.. في صغري تعرفت على سوق السبت الشهير في مدينة (بلجرشي) بمنطقة الباحة.. وفي كبري تعرفت على سوق الخميس بالاحساء.. ثم تعرفت على سوق الأحد في مدينة (غلاسغو) باسكتلندا.. لكل سوق نكهة.. وخصائص.. وأهل.. وزبائن.. ورواد.. ولكاتبكم معها ذكريات.
سأتحدث عن سوق السبت أولا.. وكان يحوي كل منتجات أهله.. من (المشعاب) إلى المحراث إلى القطران الأسود.. كنت أرى السمن والعسل.. في (العُكة) وعاء مصنوع من الجلد.. بأنامل محلية.. يعبر عن مهارات محلية.. كانت تغني عن صناعة مستوردة.. لا يعرفونها.
رأيت (عدلة) تمر (بيشة) قبل انقراضها.. والناس حولها للمعاينة.. كنت أرى أكياس الحنطة والذرة والمجدول.. وحبوب أخرى اختفت من الوجود المحلي.. حتى العدس كان يزرعه الأهالي.. وكذلك الحلبة.. وأشياء باتت في علم الغيب.
رأيت حزم النباتات العطرية متكدسة ولها زبائنها.. الريحان والكادي والبعيثران.. كنت أرى حجارة صغيرة.. يدقونها.. ثم يطحنونها.. ثم يضعون عليها الماء.. ثم تصبح خليطا متوهجا.. ثم يرش على جدران البيت الداخلية.. بهذه المادة يتم تجديد لون جدران البيت الحجري.. يسمونها (نوره).. ثم عرفت بعدها أغنية فريد الأطرش التي تقول : نوره يا نوره يا ست المعمورة.
في السوق ترى العلوم.. أي المعلومات بكل أصنافها.. تتبادل بين الناس.. التواصل قائم.. وأيضا ترى ازدهار العلاقات بين الناس.. كل شيء في السوق وفي يومه المحدد.. يتحدث السوق عن نفسه بكبرياء وأصالة.. يعبر عن واقع وإمكانيات وظروف حياة.. ينفض السوق كشريط سينمائي خلال ساعات.. تخرج منه بمشاعر خاصة حسب إمكانيات الحال والمقام.
أنت في سوق السبت.. ويسمى مع فرح (العرضة) في المناسبات ب(سوق سبتان).. كان سوق السبت مدرسة كبيرة مفتوحة.. كغيره من أسواق العرب.. وقد تسألون ماذا تعلمت من سوق السبت ؟!
تعلمت أن البقاء لله.. تعلمت أن السوق يعبر عن أهله.. تعلمت أن الناس أماكن.. وان الأماكن تعبر عن الناس.. يذهب الناس تحت الأرض ويبقى المكان ميتا على وجه الأرض.. يحرسهم وقد يكون شاهدا عليهم.
هكذا الحال في سوق سبتان .. أسواق تبكي على الإنسان ولا يبكي عليها.. ويستمر المقال بعنوان آخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.