بيع السمن والعسل من أقدم المهن في منطقة المدينةالمنورة، التي ما زالت تحتفظ ببريقها القديم، وتزاحم المستورد، ولها زبائنها الذين يأتون إلى محلاتها لشرائهما. «عكاظ» تجولت في القسم المخصص لبيع السمن والعسل في سوق الخضار في المدينةالمنورة، وتحدثت إلى المشتغلين فيه عن تاريخه ورواجه، راصدة هذه المشاهد التي تنبض بالحياة: تاريخ قديم بداية يقول صياف السحيمي الذي أمضى في بيع السمن أكثر من 50 عاما، ومنذ أن كان طفلا: إنهم يبيعون السمن والعسل والمضير والدخن ويشترونها من أهل البادية من محافظة الحناكية والنخيل والحرة والعلا ومنطقة القصيم. وتحدث السحيمي عن تاريخ سوق السمن والعسل في المدينة، مشيرا إلى أنه كان بداية في باب المصري الذي يقع خلف باب التمار، ومع إزالة المناطق العشوائية في المنطقة المركزية حول الحرم انتقل إلى حوش التاجوري، ثم انتقل بعد ذلك إلى قربان، ليصل في نهاية المطاف إلى موقعه الحالي في سوق الخضار. وأضاف السحيمي أن له 360 خلية نحل، وأنه يعرف السمن البلدي جيدا الذي لم يتأثر بوجود المستورد، وأن زبائنه من جميع الفئات، مشيرا أن للعسل فوائد عديدة حيث لا يدخل في تحضيره المواد الصناعية والألوان. أما السمن فإنهم ينتجونه من حليب الماعز الذي يتم تبريده، ويخضونه حتى تخرج الزبدة ثم يضعونه على النار ليصبح سمنا، فيما يطبخون اللبن ليصبح مضيرا، فيما ينتجون العسل مرتين في العام . المستورد لا ينافسنا ومن جانبه، يقول رجاء الله حمد العوفي الذي أمضى نحو 40 عاما في بيع السمن والعسل: إنه ورث هذه المهنة عن أسرته، فهم يشترونه من بادية المدينة ويعرفون الطيب من الرديء فيه، وذلك من واقع خبرتهم في هذا المجال، واصفا المنافسة بين البلدي والمستورد بأنها معدومة. فائدة العسل والسمن ويرى حامد الجابري، أحد زبائن السوق الذي يقبل على شراء العسل ان له فوائد على الصحة العامة، حيث ذكر القرآن الكريم أن «فيه شفاء للناس»، مؤكدا ثقتهم في ما تبيعه هذه المحلات. ويشير الجابري إلى أنه يشتري العسل والسمن والمضير والدخن، فيما يستخدم هذه المنتجات في «إيدامات» للرز والخبز.. وكدواء.