كرة القدم لعبة تبدأ بالاستقرار وتنتهي على حدوده، ومن يرغب أو يطمح في أن يصنع من هذه اللعبة إنجازا يخلده التاريخ من المهم عليه أولا إيجاد وسائل هذا الاستقرار وتحقيقه؛ وإلا فالعمل.. أي عمل في هذا النادي أوذاك لن يصبح سوى تضييع وقت وحرق لأعصاب كل من يقطن المدرجات . - من عمق هذه المقدمة.. النصر يحاول والأهلي يحاول، لكن الأول مع الثاني برغم كل محاولة وأخرى خطواتهما نحو المنافسة الصحيحة لاتزال تفتقد للاستقرار؛ وأعني بالاستقرار ذاك المتعلق بالمال؛ كون المال حتى وإن اتفقنا على أنه مجرد وسيلة إلا أنه في عالم الاحتراف يمثل الركيزة والأساس والقاعدة. - منذ سنوات والنصر مع الأهلي يفتقدان للاستقرار؛ وبالتالي من يفتقد للاستقرار بشموليته إداريا، فنيا، ماليا.. حتما لن يصل إلى غايته، وستبقى كل الطرق المؤدية لتلك الغاية مليئة بالأشواك . - فعلى صعيد أقوى المسابقات المحلية؛ لم يعد لنا مع الأهلي والنصر سوى ذكريات الماضي، أما واقع اليوم ففيه من ثوابت الأشياء ما يكفي لتأكيد الوهن والانكسار وضعف الحيلة، وهي الحصيلة التي باتت صورة مكررة ونسخة مكربنة يعيشها المنافسون بضحكة الشماتة، فيما يتعايش معها عشاق هذين العملاقين بمرارة من الحزن والألم . - الغريب العجيب المضحك المريب أن تلك الصفقات الخاسرة التي دفعت في المقالب من مدربين ولاعبين أرقام لو جمعت بحسبة رجل الاقتصاد فإنها ستضاهي ما يتم دفعه في بعض تلك الفرق التي احتوت القمة وسيطرت على أعتابها، ومن هنا فالخلل ليس في شح ميزانيتي النصر والأهلي وإنما الخلل في الآلية التي يتم من خلالها تصريف هذا المال؛ وبطريقة عشوائية كان لها أكبر الأثر في غياب الاستقرار.. لاسيما استقرار اللاعبين المحليين الذين أبرموا عقودهم فيما لم يتحصلوا بعد عليها . - تخيلوا أن لاعبا نصراويا يفصح لصديق قائلا: اعطوني حقوقي وحاسبوني. وتمعنوا في لاعب أهلاوي يصرخ لمن هم حوله قائلا على طريقة شقيقه النصراوي: نفذوا وعودكم وعاقبوني. - هذا الحال الذي قد يغيب عن إدارة الأمير فيصل بن تركي، وإدارة الأمير فهد بن خالد؛ يجب أن يجد وقفة صادقة، لأن أي وقفة جادة وصادقة تنهي معاناة بعض اللاعبين الذين لم يتحصلوا على حقوقهم المالية؛ كفيلة بأن تعيد الاستقرار المفقود، وكفيلة كذلك في أن تعيد الوهج الفني لفارس نجد ولسفير الوطن، أما المكابرة وإسقاط هذه الجوانب والزج بها في خانة الهوامش فلايمكن لها أن تصنع المعجزات؛ لاسيما في وقت بات فيه النصر مع الأهلي كجسر عبور للفرق الأقل فنيا وماليا وحتى جماهيريا . - وبعيدا عن مشكلة شمرت ساعدي للكشف عنها لعل وعسى أن تجد من يسارع في إيجاد حلولها؛ أقول: الوحدة فريق يمتلك مواصفات الأقوياء قياسا بما تحظى به توليفته من مواهب شابة، لكن المشكلة الأزلية ماثلة في (الشللية). - الوحدة الفريق القادم لساحة المنافسة ليس مسؤولية الوحداويين، فالوحداويون.. أعني أعضاء الخلافات هم الخصم الأول لهذا الفريق، ومن هنا لابد من تدخل رجل الرياضة الأول الأمير سلطان ونائبه الأمير نواف لكي يتصديان لكل من يحاول النيل من هذا الفريق الجميل؛ حتى لو استدعى الأمر إبعاده عن الرياضة والعمل فيها طالما إنه معول هدم . - نقطة طار بها التعاون فيما الأهلي لايزال في محاولة لتجميع قواه . - الأهلي سيعود برغم كل تلك الصدمات التي صادفها في مسيرته، لكن المهم والأهم أن يقف الجميع بجوار اللاعبين.. وأقول اللاعبين لأنهم يعانون الأمرين بسبب مطالب الجماهير وبأسباب النتائج التي لم ترتق للمأمول . - عموما بالتوفيق، ولا أملك في نهاية السطر أكثر من ذلك.. وسلامتكم.