وقائع أيّ مباراة في مسابقة الدوري أو في أي مسابقة أخرى تحتم على أقلامنا إبرازها بعين الحياد والحياد فقط، أما بعين العاطفة فالعاطفة عين عمياء والعين العمياء لا يمكن لها أن ترى الحقيقة حتى ولو حملت مجهر العوام. وفي لقاء الشباب والنصر غابت النتيجة وغاب المستوى فيما حضرت معضلة التحكيم والصافرة وقرارات جلها وليس بعضاً منها لتذبح طموح الشباب من الوريد إلى الوريد دونما نعلم عن ذلك وهل هو ناتج عن ضغوط التصريحات التي مللنا سماعها أم نتاج لمثل تلك الصيحات الجماهيرية التي باتت بمثابة الحالة التي تتكرر من عام إلى آخر وتأخذ من مقولة (الغاية تبرر الوسيلة) هدفاً يسبق التوجه وتوجهاً يحقق المراد. مشكلة بل أم المعضلات أن يبدع الشباب ويتألق ولا يجني من بعد هذا التألق والإبداع إلا نقطة فيما المتبقي يذهب ضحية لتلك الصافرة التي لا أشكك في نزاهة حاملها لكنني أشك كثيراً بأن استمراريتها كارثة حقيقية بحق هذا الفريق الأنيق الذي لا يزال برغم كل الغيابات في توليفته يسير نحو المنافسة وبثبات الأبطال. هنا لن احتج بلغة الشبابيين الذين تألموا وهم يشاهدون قرار العمري عبدالرحمن نابعاً من المدرجات، ولكنني ومن باب الحرص على توهج مثل هذا الفريق المبدع أقول لابد وأن يكون للجنة الحكام قرار يستهدف التصحيح، كون الأخطاء الكبيرة التي شهدتها الأسابيع الأولى من عمر المسابقة رقم هو أكبر من استيعاب أسبابه ومسبباته مع أن المسببات قد تموت بالحلول السريعة كما هي ستعيش وتتضخم أكثر فيما إذا استمرت هكذا دونما تدخل ودونما مساءلة. الشباب فنيّاً لم يقدم بعد كل ما لديه لكنه قد يخسر كل ما لديه بصافرة وهنا مكمن الاختلاف مع لجنة الحكام ولي مع تلك المدرجات التي ترغب مع المنتسبين لكيانها في أن تكسب ود البطولات حتى ولو عن طريق القوة ومخالفة اللوائح المتعارف عليها في نظام التحكيم. عموماً نريد مع الشباب ولاعبيه وإدارته حلاً لكي لا يتحول الشباب إلى فريق بلا شباب وبلا روح وبلا مستوى، فهل تسمعني لجنة التحكيم وأنا أكتب مثل هذا الرأي من مواقع الحيادية أم أن الرأي الذي يلامس أخطاء الحكام سيبقى من ضمن تلك الخطوط الحمراء التي يعتبر الوصول إلى حدودها جريمة؟. أسأل والمعنيين بشئون التحكيم يجب أن يمارسوا مع الطرح الإعلامي الواضح والصادق أقصى درجات الشفافية كون الشفافية مع مثل هذه الحالات هي من وجهة نظري الشخصية أولى سبل الارتقاء بالحكم السعودي الذي لا يزال يدور حول نفسه ولكن في حلقة مفرغة. أما عن التوقف أعني توقف دوري زين للمحترفين والذي يمتد لقرابة الأسبوعين، ففي هذا فرصة كبيرة لكل من تعثر في البداية لكي يرمم أوراقه المبعثرة ويعود من جديد لركب المنافسة. والأهلي هو من بين القائمة أول من يجب عليه الاستفادة من هذا التوقف لاسيما وأنه الفريق الذي ظهر بنتائج معاكسة تماماً عما كان الجميع يترقبه من لاعبيه قبل إدارته. فالأهلي يحتاج في هذه الفترة لنوع من الهدوء حتى يستعيد روحه المفقودة وهي الروح التي متى ما عادت عندها سيعود سفير الوطن وتعود أفراح جماهيره.. وسلامتكم.