لم يكن الهلال أعلى قمة في الجغرافيا.. لكنه دون جدال أعلى قمة في تاريخ كرة القدم السعودية والعربية، وإن قلت الآسيوية فآسيا من حدود سور الصين العظيم إلى حدود الخليج العربي تدرك واقع الهلال وتدرك تاريخه. حقيقة لاحمل من الوجوه سوى وجهه الزعيم.. ومن تغضبه الحقيقة عندما تقال فما عليه إلا هجر الرياضة وهجر الانتماء إليها. تفرد الهلال بكل القمم.. قمة البطولات وقمة الجماهيرية وقمة فكر صنع التاريخ، وبرغم كل هذه الحقائق لايزال البعض يغمز ويلمز ويشكك.. مع أن الغمز واللمز والتشكيك في قناة الكبار يعد سذاجه. لن أسرد عبارات التشكيك ولن أفرض وجودها لكنني أحببت أن أذكر بعملقة هذا الكيان الذي بات مدعاة للفخر ليس لمن يقطن مدرجاته ويرتدي شعاره وإنما مدعاة للفخر لكل رياضي حصيف يؤمن بالفوارق بين المبدع وبين من سواه. عقود مضت والهلال كما قال صديقي (ثابت) والبقية متحركون، ومن يثبت في المواقف الصعبة لن تهزمه عبارة طائشة كما لن تعيقه مفردة (محبط) يشخبط ويلخبط ولكن في أوراق اعتراها اليباس. السفيه تجنبه ما استطعت ولا تبالي به.. ففي ذلك صون لكرامتك وصفعة له ساحقة ما حقه. لقد تكاثر الشاتمون وتكاثر عددهم تحت ذريعة النقد. يقول إيليا أبو ماضي: إني لأغضب للكريم ينوشه من دونه وألوم من لم يغضب.. وأحب كل مهذب ولو أنه خصمي وأرحم كل غير مهذب.. يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى حب الأذية من طباع العقرب. منذ أن خسر الاتحاد البطولة الآسيوية والمشاكل تعتري مسيرة الفريق، فمن حمد الصنيع إلى محمد نور والإتي لايزال يبحث عن مناخ الاستقرار ولا يجده. أين صناع القرار عن كل هذه الانفلاتات الفردية التي تفاقمت كثيرا داخل أروقة الكيان؟ أما في شأن الأهلي، فالأهلي يحتاج إلى قائد ميداني يمتلك الشخصية والمقدرة الفذة في التعاطي مع مجريات الأحداث، وهذا القائد يبقى مسئولية الإدارة المشرفة ومسئولية رئيس النادي كون الرئيس والمشرف هما الأكثر معرفة بمن يستحق أن يحمل شارة القيادة. محمد مسعد ليس انتقاصا في حقه لكنه ليس بالقائد فالقيادة موهبة لا تمنح ولاتكتسب.. وسلامتكم.