- من الطبيعي أن يغضب الجمهور من رحيل اللاعبين، خصوصا أولئك المصنفين من فئة النجوم، وليس مستغربا أن يصل غضبهم لمرحلة يهمشون فيها ما قدموه للفريق وما حققوه معهم، فهذه الحسرة وما تصنع والصدمة وما تفعل، ومن الطبيعي أن تكون هناك أيضا فئة أخرى توجه لومها على إدارة الفريق التي لم تبذل المستحيل من أجل بقاء اللاعب. - ولكن ليس من الطبيعي أن يتحد البعض من أجل تهميش ما قدمه اللاعب ومحو تأثيره ومنجزاته، ويسعون بشكل مخز للتقليل من إمكاناته، ويذكرونه بأفضالهم عليه وأين كان وكيف أصبح، فهذا الانتقام الذي يمارسه بعض الإعلاميين على اللاعبين لا يعدو كونه تنفيسا رخيصا يريدون خلاله تقزيم اللاعب الذي كان عملاقا في نظرهم وينافحون عنه وبقوة عندما كان يمثل ناديهم. - أخجل حقيقة عندما أقرأ كل ذلك النقد والتمحيص في حق لاعب الهلال أسامة هوساوي لأنه قرر الرحيل والبحث عن مستقبله في الخارج، حتى وإن لم نقتنع بالدافع ولكن يبقى هدفا رسمه اللاعب لنفسه وعلينا تقبله، فهو اختار الاحتراف في الخارج على المال، والبعض يتلكأ حول هذا الهدف بداعي سن اللاعب وكيفية تطويره في مرحلة يحتاج إلى أن يعكس خلالها عصارة خبرته، والبعض يغمز ويلمز بأن اللاعب سينتقل لناد آخر، وهو ما نفاه بنفسه، فلم يعجب البعض الذي لم يجد سوى الزي الذي ظهر به حتى ينتقده ويصفه بقلة الذوق والتقدير للجمهور الذي ينتظر حديثه وصنعه، مثل هذا النقد لم يظهر مع أسامة فقط، بل نال كل من غادر الهلال نصيبه. - هؤلاء الناقمون روجوا لنا قصة الجنة والنار، وكيف يكون اللاعب في الهلال وما مصيره بعد مغادرته، ففي الهلال يحظى اللاعب بحصانة إعلامية ونفخ وتضخيم، وهذه مميزات يبحث عنها كل اللاعبين، وهذا العامل الوحيد الذي سيفقدونه بعد رحيلهم، فغالبية من رحلوا لم يخسروا البطولات ولا أسماءهم ولا تاريخهم. - في الختام، من المؤسف أن أسامة الذي سيغادر الهلال بأسلوب أكثر وضوحا وشفافية وصدقا ممن سبقوه نال وسينال ضعف ما نالوه.