• الكلاسيكو الاتحادي الهلالي لا يزال يحتفظ بمكانته على الصعيد التنافسي في المنازلات الكبيرة بين الأندية الجماهيرية، ويعد لقاؤهما قمة كروية لن نكون مبالغين إذا قلنا عنها «رقم واحد» في الدوري السعودي على مدار 15 سنة ماضية، كان الفريقان يعيشان سباقا محموما ينافس كل منهما الآخر، من أجل الفوز باللقب الأهم (بطولة الدوري)، فسنة للاتحاد وأخرى للهلال على طريقة الدوري الإنجليزي (مانشستر يونايتد وتشلسي)، في الوقت نفسه، نجد الأندية الأخرى «مريحة ومشترية دماغها من الصراع على الدوري»، حيث إنها في سبات عميق لا تستيقظ منه إلا في البطولات ذات النفس القصير، باستثناء الشباب الذي يناوش على استحياء. • وعندما نقول القمة «رقم واحد»، فهي بالفعل تستحق ذلك، فالفريقان رقم واحد جماهيريا وإعلاميا، والبطولات وكذلك النجوم والتاريخ الرياضي تشهد بذلك. • فماذا عسى أن يقدم الفريقان هذا المساء، ولا سيما أن الجميع ينتظر ويتابع ويترقب، كيف تكون بداية تصحيح المسار بعد «نكسة الدوحة»، وهل فعلا استوعبنا الصدمة الآسيوية.. أم لا؟ • هل سنشاهد صورا جديدة للمنافسة داخل الملعب بين نايف هزازي وياسر القحطاني؟ أم يعود الشد والركل والضرب تحت الحزام، وتحضر لغة فرد العضلات بعد أن غابت في قطر؟ • هل سنستمع لحوار حضاري مع أحداث المباراة يعكس الوعي الإداري للمتواجدين؟! •هل يوفي عبد الرحمن بن مساعد وإبراهيم علوان بما قطعا على نفسيهما أثناء هرولتهما للرئيس العام وتهنئته بالرئاسة، وأبديا حرصهما على تطوير الرياضة من خلال الأندية؟ أم نشهد مزاعمات تحث كلا منهما على إثبات بأنه الأفضل، وأنه هو «الصح»؟ • ويعود عرض سيناريوهات سابقة لتبرير الخسارة، فرئيس يشكك في الحكام، وآخر يغمز ويلمز على بعض اللجان، وهناك من سيبحث عن مخرج أمام جمهوره من الخسارة، على أنها مكيدة من أعضاء الشرف لاسقاطه، دون الالتفات إلى أن كرة القدم هي فوز وخسارة. • وتظل المغالطات مستمرة، والاحتقانات تسجل أعلى أرقامها القياسية في منافساتنا، ولا نصحو إلا على انتكاسة أخرى، يأخذ عقبها كل رئيس بشته وشماغه مهرولا إلى الرئاسة العامة، ليقدم الوعود السرابية. • الطرفان مطالبان بأن يكونا أكثر اتزانا، فإذا فاز الاتحاد يجب على الهلاليين مباركة هذا الفوز، وإذا انتصر الهلال فلا بد للاتحاديين من قبول الخسارة بروح رياضية، متى ما تحقق ذلك نكون قد بدأنا صفحة جديدة من التطور. • الجمهور السعودي يأمل أن يحمل هذا المساء وجبة كروية كاملة الدسم من المتعة والإثارة، حتى يتسنى له تناولها بمذاق "حالي» يطفئ به طعم المرارة الذي انساب إلى أعماقنا جراء الخروج الآسيوي. وقفة • مباراة الليلة يحكمها تحدٍّ خاص بين محمد نور وكالديرون، فالأول يريد أن يعود، والثاني يتطلع لحسم اللقب ب 99.9 في المائة.