اولت منذ مسيرتي مع القلم أن أختط نهج المصداقية، أكتب وأحلل وأسهب في النقاش دونما تجاوز على ثوابت الأشياء وكل ذلك لقناعتي بأن القلم أمانة والقارئ غال وعزيز. هذه قناعتي وتلك هي رسالتي، أما النظرة التعصبية التي تثير وتغضب فهي بالنسبة لي مجرد نظرة قاصرة لا معنى لها ولا قيمة ففي مضمون معرفتي بمهنة النقد وحقائقه هناك أشياء هي ما تدفعني لأن أتجاوز حدود هذه النظرة إلى حيث حدود أخرى شعارها الإنصاف وعنوانها الاحترام وأساسها الاعتدال. فالكل قريب مني وقلمي سيكون قريبا من الجميع ولا يمكن لهذا القلم الذي يحادثكم عبر زاويته اليومية أن يصبح منحازا لطرف ومتضامنا مع طرف طالما أنه مع صاحبه يدركان أهمية الكلمة المكتوبة وأبعادها في عيون الناس. بالأمس شرفتني الجماهير الرياضية بأصواتها عبر صحيفة الجماهير من خلال اختيار بحث عني ولم أبحث عنه وإذ أشكر الجميع فإنني أسأل الله أن تكون هذه الثقة الممنوحة دافعا حقيقيا لتقديم الطرح الذي يتواكب وطموحات هؤلاء الأحبة الذين أكدوا من خلال مشاركاتهم وأصواتهم أن الحياد والحياد فقط هو الذي يكسب دائما. الرياضية التي هي بيتي علمتني الكثير، علمتني كيف أكون منصفا وعلمتني كيف أصبح حياديا بل إن فكر رئيس تحريرها الزميل سعد المهدي تحديدا هو من قادني وقاد مدادي لان يظهر هكذا من الجميع وإليهم. فشكرا للرياضية التي قدمتني وشكرا لهذا الجمهور الواعي الذي أنصفني وشكرا لشبكة الجماهير التي تعاملت بالحياد ولم تنحاز أو تتعاطف أو تمارس لعبة الضد للضد. شكرا.. شكرا.. شكرا.. هذا الذي يمكنني تقديمه في خضم تكريم هو للرياضية ورئيسها قبل أن يكون تكريما لذاتي. هذا عن لقب قالت فيه الجماهير الرياضية بكافة أطيافها كلمتها أما عن كلمات المنتقدين التي وصلت حد التجريح فلا ضير في أن أبادل أصحابها على طريقة قبلة الصديق على جبين صديقه. هؤلاء الذين يختلفون حولنا وحوالينا لهم منا جل الاحترام فكما يقال: الاختلاف لا يفسد للود قضية. بعض الأندية بدأت في التفكير جليا في عملية فصل كرة القدم وإعلان استقلاليتها عن بقية ألعاب النادي ومن وجهة نظري الشخصية أرى هذه الفكرة مفيدة لان فيها تقليصا لحجم المسئوليات. ختاما كم أنت مبدع يا خليل جلال.. لقد برهنت لنا وللعالم أن ثقة الإنسان في قدراته هي منطلق النجاح وركيزته. الثقة عامل جذب للنجاح فهل نهتم بهذا العامل ونزرعه في مواهبنا الوطنية.. أتمنى ذلك وسلامتكم .