يملك النصر ويمتلك تاريخاً ناصع البياض، لكن هذا التاريخ الأبيض لم يعد بالنسبة لجماهيره سوى ذكريات تسد فراغ الحاضر. من عام إلى عام والنصر غائب، ومن مناسبة إلى مناسبة والنتيجة واحدة، أما لماذا وكيف.. فالأسئلة مهما تعددت وتفاوتت إلا أنها تبقى أسئلة تطرح وتقال وتدون ولكن دون إجابة. نصر ماجد الذي عودنا على البطولات تغير وتبدل، وإن سمعت من يقول بأنه بات فريقا متواضعا ففي أبعاد هذه المقولة هناك أدلة دامغة تجعلني على اتفاق تام مع القائل والمقولة، فلا هو نصر اليوم أبدع ولا هو نصر البطولات عاد ولا هي المؤشرات الحالية التي نتعايش معها في ظل هذا الاختلاف بين أعضاء شرفه قدمت لنا بعضا من تلك البوادر التي توحي لنا بميلاد مرحلة يكون فيها هذا الفارس من ضمن قائمة الأبطال. في أي عمل هناك شروط ضرورية ترسم النجاح.. كما هنالك في المقابل ظروف تعيق النجاح، وما بين كلتا الحالتين النصر الحقيقي الذي نترقب عودته يحتاج إلى لغة مختلفة عن هذه التي ساهمت كثيرا في بعثرة الاستقرار وزجت به وبنجومه في قالب الهزيمة، كما يحتاج إلى نقطة التقاء لهؤلاء المختلفين في أركانه حتى يستطيع الفارس امتطاء صهوته والعودة إلى ذات المكان المعهود كبطل يقارع وينافس ويكسب ولا يقترن بمفهوم الانكسار. منذ سنوات والمشكلة في النصر مشكلة داخلية تبدأ بأعضاء شرفه وتنتهي بهم، فئة تعمل وأخرى تلتزم الصمت، أما الثالثة فهي قمة المأساة وقمة الإحباط وقمة التأثير على كل أمر يستهدف الارتقاء الحقيقي بهذا الفريق. فأعضاء النصر بالإجمال هم من يتحمل مسئولية غياب فريقهم عن البطولات.. لأنهم ببساطة لم يقدموا الدعم المطلوب لا ماديا ولا معنويا بقدر ما تفرغوا لوسائل الإعلام وكل يغني على ليلاه. عموما هاهو الموسم الرياضي قد انتهى، وهاهي مرحلة الاستعداد قد بدأت، فهل يستبشر النصراويون بمرحلة زمنية مغايرة يكون شعارها العمل من أجل النصر، أم أن هذه المرحلة لن تصبح سوى أحلام وردية تتلاشى سريعا مثلما تلاشت في الأعوام السابقة. لست نصراويا، لكنني أدرك ماذا يعني هذا الفريق الكبير في منظومة الرياضة السعودية، وبالتالي فإنني ومن باب الحرص على مستقبل فارس نجد ومستقبل جمهوره لابد أن أقول للنصراويين (نصركم أمانة في أعناقكم).. فهل أنتم بالفعل مؤهلون لحمل هذه الأمانة؟ أتمنى من المعنيين بالشأن النصراوي سواء من يعمل في الإدارة أم سواء من يحمل عضوية الشرف أن يكون دوره دورا إيجابيا يدعم ويساند ويتفرغ للعمل المثمر والصحيح، أما أن تغيب هذه الأمور ليحل محلها الاختلاف فالاختلاف لن يقدم للنصر وتاريخه وجمهوره أكثر من أرقام سلبية لا تسمن ولا تغني من جوع. - ولكي لا أسقط أهمية إعلام النصر ودوره وتأثيره أقول: الذين يمثلون النصر على وسائل الإعلام يجب أن يتجاوزوا ملاحقة الناجحين، كما يجب أن يتجاوزوا عن لعبة المؤامرة والتحريض والتبرير ويقفوا مع النصر فقط.. فقط.. فقط.. وسلامتكم.