علاقة الاتحاد مع البطولات ومنصات التتويج علاقة بدأت منذ ولادته واستمرت وهاهي اليوم لا زالت على حال طبيعته، ففي كل عام لا تكاد تمر المناسبات والأحداث إلا ويثبت من خلالها هذا العملاق أنه من ضمن تلك النخبة التي دائما ما تمتهن حقها في ممارسة الأفراح أعني أفراح البطولات والألقاب والأشياء الجميلة التي صاغ بها التاريخ بطريقته وطريقة أولئك النجوم الذين رفضوا بالأمس أن يغلقوا ملف الموسم الرياضي دونما يكون لهم فيه بصمة. الاتحاد فاز وكسب اللقب ولو لم يقدم مهر المكسب بالاجتهاد والحماس والروح العالية لما آلت تلك المواجهة إلى ما آلت إليه. ففي تلك المواجهة (الإرهاااااق) غيب الهلال وساهم في خسارته لكن الاتحاد في مقابل ذلك استفاد من كل الظروف وجيرها في الأخير لصالحه ونال مراده بلقب كبير هو من يرغمني عبر هذه المساحة لكي أشير بالحرف والعبارة لفريق يستحق الإشادة ولجمهور يستأهل التهنئة ولإدارة برهنت تميزها بحكمة الصمت وحكمة العمل إلى أن وصلت غاية نجاح كبير كهذا الذي جعل عروس البحر الأحمر تسهر وتطرب وترقص المزمار احتفاء بعريسها. فمبروك أقولها لكل من عمل وثابر.. لمن اجتهد ودعم وساند.. للإدارة.. للاعبين.. لأعضاء الشرف والأهم قبل هؤلاء جميعا أقدمها بالصوت العالي لمحمد نور الذي كان فريقا في قلب لاعب ونجما في شكل منتخب. ففي ليلة الحسم حضر نور الاتحاد وتجلى وبالتالي حينما يحضر محمد ويتجلى فالفوز وليس الخسارة هو من يصبح الرقم الثابت لهذا الفريق الكبير الذي أعاد لجمهوره الفرح في ليلة الختام وليلة التتويج وليلة النهاية. أما عن الهلال فليست كارثة أن يخسر (بركلات الحظ) فالهلال هو نجم الموسم وإذا ما خسر بركلة طائشة يكفيه فخرا أنه الفريق الاستثنائي الذي نازل على كل النهائيات ومن ينازل على كل النهائيات ويكسب الدوري وكأس ولي العهد سيبقى هو البطل الذي لا يمكن له أن يتأثر لمجرد منازلة انتهت بالترجيح أو بالوصف الدقيق بمثل تلك الركلات التي تستند على الحظ أكثر من المهارة. حقيقة يجب أن يدرك أبعادها جمهور الأزرق قبل اللاعبين ومتى ما نجح الهلاليون في فهم الحقيقة فتعويض خسارتهم من الاتحاد (بضربات الحظ) المتوالية ستعلنه مواجهة الأربعاء القادم فالهلال مساء الأربعاء سيجابه بنيوديكور الاوزبكي وهي المواجهة الأهم التي يجب تجاوزها والانطلاق من خلالها إلى حيث الأدوار المتقدمة آسيويا وضمان فرصة الفوز بهذا اللقب الذي أجزم بأنه غاية الزعيم وطموحه. جمهور الهلال جمهور ذواق يحب فريقه والأجمل الذي رأيته من هذا الجمهور أنه تعامل مع خسارة الاتحاد بروح عالية لم يشتط غضبا ولم يرتهن للحزن بقدر ما تعامل وفق رؤيته الصحيحة الناتجة عن تلك المقولة التي تقول إذا كسبت كل البطولات فاترك واحدة للزكاة. عموما وقبل أن أختم أقول: مبروك للأميرين سلطان ونواف هذا النجاح الكبير للموسم الرياضي فما قدماه لنا كرياضيين سواء في العمل أو في الأفكار كان له أكبر الأثر في إخراج هذا الموسم في رونق التميز والرقي والإبداع وسلامتكم .