هي رسالة عاصفة محملة بالحرقة والألم من خريجي وخريجات جامعة الملك عبدالعزيز نظام الانتساب، يتساءلون فيها عن أسباب إغلاق كل نوافذ التوظيف في وجوههم، يوجهونها إلى وزارة الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم وأي جهة مختصة بشأن توظيف وتوطين الكوادر الوطنية المؤهلة، الرسالة كانت نتاج حملة تحمل اسما تهكميا ومريرا (اختبرونا. قابلونا.. مكنونا، وإن وجدتمونا غير أكفاء أقيلونا) تقول هذه الرسالة: «ماذا بقي للمنتسبين يا مسؤولي التعليم، عنوان نسأل الله أن يجعله مفتاح الخير واسترداد الحقوق المسلوبة ظلما بغير حق، حتى وصل الحال بنا أن نطأطئ الرؤوس خجلا إذا سألنا شخص كيف حصلنا على البكالوريوس، الذي هو في النهاية درجة علمية يعطى لمن استحقها نظاما مهما كانت طريقة حصوله عليها. فبات الواحد منا أينما اتجه يجد الأبواب قد أوصدت في طريقه، وتزيد العقبات والنكبات يوما بعد يوم بسبب عدم مطالبتنا بحقنا، ويستمر الإقصاء والتهميش لطلاب الانتساب وآخره إعلان وزارة التربية والتعليم التي استثنت فيه فقط تخصص الإنجليزي، وكأنه يفهم من هذا أن الذي يدرس في مدارس أهلية وحصل دبلوم تربية ودرجة عالية في البكالوريوس وخبرة لا بأس بها ليس أهلا لأن يسابق على الوظائف التعليمية الحكومية، ويقدم عليه الأقل مستوى إلا أنه يقال له منتظم!! ومعلوم أن المنتسب لو استطاع الانتظام لما انتسب لصعوبة الانتساب ماديا ومعنويا. ويا ليت التهميش والإقصاء وقف إلى حد وزارة التربية والتعليم بل شاركها في ذلك وزارة التعليم العالي التي ادعت أنها تشجع طلب العلم وذلك بمنع طلاب الانتساب من إكمال الدراسات العليا في بعض الجامعات مهما كان معدل درجاته! ويدعون أن الانتساب طريقة سهلت على بعض الطلاب الطريق للحصول على درجة البكالوريوس لينافس زملاءه الآخرين في كل مجال!! كيف ينافس وهو مهمش؟ ووزارة العدل التي جعلت وظائف كتاب العدل للمنتظمين فقط وحرمت المنتسبين حتى وإن وصل المنتسب مرتبة عالية بالعلم والتفوق التحصيلي. فيا ليت هؤلاء إذ أصروا على التفريق بين الانتساب والانتظام لا يتجاوزون الحد المعقول على الأقل أن يفضلوا المنتظمين على المنتسبين بالنقاط ولكن همشوهم وأقصوهم عن ميادين كثيرة في الحياة، فحسبنا الله ونعم الوكيل. نعم لا تساوونا بالمنتظمين وإن كنا قد اجتهدنا وتعبنا وحرمنا مسبقا من ميزات كثيرة كالتذاكر المخفضة والسكن... إلخ ولكن لا تهمشونا بالكلية. لماذا يقبلون المنتسبين في بعض التخصصات ويتركونهم في تخصصات أخرى، هذا يعني أن العلة ليست في الشهادة وأن الدرجة العلمية واحدة! ولماذا لم يخبرونا مسبقا أن الشهادة وجودها كعدمها كي نوفر الجهد والوقت والمال.. والذي يزيد القهر أن مواد وأساتذة الانتظام نفس مواد وأساتذة المنتسبين».