طالب عدد من خريجي الانتساب بالجامعات بضرورة منحهم فرصة التوظيف مساواة بخريجي الانتظام مؤكدين أنه قاموا بجهد مضاعف حتى نالوا الشهادة الجامعية، وقالوا: إن وزارة التربية والتعليم ترفض تعيين خريجي الانتساب منذ عامين معتمدةً على ذلك بكثرة أعداد جميع الخريجين من المنتظمين والمنتسبين مما جعلهم يكتفون بطلاب وطالبات الانتظام ودعا هذا القرار الى تضجر خريجي الانتساب مؤكدين إنهم بذلوا جهداً مضاعفاً للحصول على سلاح المستقبل الا وهو الشهادة الجامعية البكالوريوس لتكون عوناً لهم بعد عون الله سبحانه وتعالى في الحصول على وظيفة وعبر الطلاب والطالبات المنتسبون عن استيائهم لهذا القرار وناشدوا المسئولين في الوزارة بأهمية منحهم فرصة الحصول على الوظيفة وذلك بعد تخطي شروط القبول للتعيين . و مما سبق يتبين لنا أن الخيار أصبح محدوداً أمام الخريجين ولم يعد أمامهم سوى القطاع الخاص ، وعلى الرغم من تطور القطاع الخاص إلا أن مساهمته في توظيف العمالة الوطنية مازالت محدودة فالقطاع الخاص مازال يعتمد على العمالة الأجنبية ويوظف ما يقرب من (90%) من إجمالي العمالة الأجنبية في المملكة ، وهذه نسبة كبيرة جداً إذا نظرنا إلى الاحتياجات الفعلية للقطاع الخاص ، وطالبوا القطاع الخاص بضرورة تشجيع الأفراد على الانخراط في سوق العمل مع أهمية تقديم الحوافز بأشكال متعددة ، خاصة وأن إقبال الشباب الجامعي يتجه بشكل فعال نحو العمل في القطاع الحكومي لما له من أمن وظيفي وغيره من المزايا وقد شاهدنا ردود افعال مختلفة بعد صدور المرسوم الملكي بخصوص توظيف خريجي الجامعات دون استثناء. وقال سعيد الجهني: إننا شعرنا بالفرحة عندما صدرت الأوامر الملكية بالتوظيف ، وهو ما أعاد إغلاق باب الأمل في وجوهنا مرة أخرى ، ومما لاشك فيه أن خريجي الانتساب هم المنسيون دائما وحقوقهم دائما ضائعة ، ولا نعرف سبب استبعادنا من الوظائف الحكوميه،كأن الأرض ضاقت بنا وتقطعت بنا السبل ، ويضيف وهو ما دفعنى الى التقدم لوزارة الخدمة المدنية فتم الرد علينا بأن الوزارة لا تفرق بين منتسب ولا منتظم كلها شهادات معترف فيها وسؤالى ما الفرق بين الانتظام والانتساب ، علما بأن التعب واحد من ناحية الدراسة غير أن أغلب الشباب الذين تقدموا الى الانتساب مجبرون على ذلك نتيجة لضغوط عملية وحياتية منعتهم عن الانتظام 0 وقال خالد عقيل لقد وصل الحال بنا أن نطأطئ الرؤوس خجلا إذا سألنا شخصا كيف حصلنا على البكالوريوس , رغم انه في النهاية درجة علمية يعطى لمن استحقه مهما كانت طريقة حصوله عليه انتظاما أو انتسابا , وبات الواحد منا أينما اتجه يجد الأبواب قد أوصدت في طريقه , وتزيد العقبات والنكبات يوما بعد آخر بسبب عدم مطالبتنا بحقنا . .. ويستمر دائما الإقصاء والتهميش لطلاب الانتساب من وظائف كما أن المنتسب لو استطاع الانتظام لما انتسب لصعوبة الانتساب ماديا ومعنويا. ودعا إلى أهمية الابتعاد عن التفريق بين الانتساب والانتظام وعدم تجاوز الحد المعقول بين الخريجين, على أن تتم مفاضلة المنتسبين بالنقاط , وزاد ان الواقع يؤكد انهم همشونا وأقصونا عن ميادين كثيرة في الحياة ونحن قد اجتهدنا وتعبنا وحرمنا مسبقا من ميزات كثيرة ولكن لا تهمشونا بالكلية. وأضاف عبدالله الهلى : أنا خريج من الجامعات السعودية عن طريق الانتساب حتى في ظل المرسوم الملكي الكريم الذي أصدر بتوظيفنا نحن خريجي الجامعات دون استثناء ، الا انه تم تهميشنا من قبل وزارة الخدمة المدنية ولم تعتد بالشهادة التي حصلنا عليها ، علما اننا نتكبد الكثير من الجهد سعياً في طلب العلم . وأضاف عبدالرحمن خالد هناك ظروف المعيشة التي أجبرتنا للانخراط بالعمل ولم نستطع مواصلة الدراسة إلا عن طريق الانتساب ورغم هذه الظروف اجتزنا الدراسة الجامعية بكل جدارة بل إننا تفوقنا على طلاب الانتظام واجتزنا جميع الاختبارات بعد الجامعة التي لم يستطع اجتيازها طلاب الانتظام فهل يعقل أن نكون أقل منهم». لقد استنزفت أموالنا بهذه الدراسة فلقد درسنا بجامعات هذا الوطن الحكومية بمبالغ مادية ندخرها ونحرم منها أبناءنا وأنفسنا كله في سبيل طلب العلم كي نرتقي بمستوانا التعليمي والوظيفي وها نحن نفجع بأموالنا التي دفعناها وأوقاتنا التي أمضيناها في الدراسة، لقد كافحنا وبذلنا جهودنآ من أجل الحصول على شهادة البكالوريوس ، وكما يعلم الجميع فإنه لن يحصل على الشهادة الا من اجتهد وصبر ،ولكن للأسف نحن لم نجد بعد صبرنا هذا سوى صفعة من بعض مع العلم أن وزارة الخدمة المدنية ووزارة التعليم العالي تعترف بنا اعترافاً كاملاً وتؤكد أن شهادتنا معتمدة اعتماداً كاملاً ولا فرق بين شهادة الانتظام والانتساب ضرورة العمل على توزيع الوظائف بين المنتظمين والمنتسبين ومن جانبه أكد المحامي الدكتور عبدالكريم أحمد الشهري بالدمام ان بلادنا غنية بالمؤهلات العالية التي تضمن لبلادنا دوام الرقي والتقدم فنحن نعلم أن الطلاب المنتظمين هم الأولى في ملء هذه الوظائف ولكن لا ننسى أن الطلاب المنتسبين هم ذوو خبرة في مجال العمل، فهنا نشير إلى موضوع الوسطية في توزيع الوظائف بين المنتظمين والمنتسبين بحيث تكون هناك جدولة مدروسة في توزيع الوظائف الحكومية حتى يجدوا الفرصة لإكمال تعليمهم العالي بكل سهولة و يسر ،وبالنظرة الواقعية الى طلاب الانتساب الذين تحمّلوا عناء العمل ومتابعة العلم فهم يستحقون منا نظرة معنوية خاصة تجعلهم يستمرون في العطاء والنمو في مجال التربية والتعليم خاصة ،وفي المجالات الأخرى عامة أنهم طرقوا جميع الأبواب ولجأوا للعديد من المسؤولين أن تنظر إليهم بعين الرأفة وتقبل بتعيينهم ضمن كوادرها المختلفة، وصرخوا في كل تجاه لتسليط الضوء على مأساتهم، ، واجهوا مصاعب الحياة ليحصلوا على درجات علمية في تخصصات يحتاج إليها الوطن، ونحن نؤكد على أهمية بناء الإنسان باعتباره ثروة حقيقية. فالطلاب المنتسبون يعتبرون إضافة بناء لهذا الوطن المعطاء والتي انتقلت نقلة نوعية في مجال العلم ،ولذلك يجب ان نسعى لإيجاد حلول للطلاب المنتسبين، ونريد أن تكون لهم عين واعية وعين تشد من أزرهم الى التقدم في هذه الحياة فإن دولتنا الرشيدة دائما المعطاء التي لا تنسى فضل و مجهود أحد و الدليل ما قام به الملك عبد الله- يحفظه الله- في إصداره قرارات جديدة ملكية ونوه عبدالله القحطاني الإخصائي النفسي والاجتماعي بالدمام يؤثر العمل لدى الإنسان روابط الانتماء الاجتماعي مما يبعث نوعاً من الإحساس والشعور بالمسؤولية ويرتبط هذا الإحساس بسعي الفرد نحو تحقيق ذاته من خلال العمل, لذا فإن انتماء الفرد إلى مؤسسة أو منظمة عمل بشكل رسمي يعزز ويدعم الذات لديه وعلى عكس ذلك فإنه عندما ينجح الطالب ويتخرج من جامعة ولم يحصل على وظيفه تؤدي بالفرد إلى حالة من العجز والضجر وعدم الرضا مما ينتج منه حالة من الشعور بتدني الذات أو عدم احترامها . التعرض لكثير من مظاهر عدم التوافق النفسي والاجتماعي ، فمثلاً يتسم كثير من العاطلين بعدم السعادة وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة مما يؤدي إلى اعتلال في الصحة النفسية لديهم ويعد أهم مظاهر الاعتلال النفسي التي قد يصاب بها العاطلون عن العمل .بالخص عند شهادة جامعية ينعكس تأثيرها السلبي على الصحة النفسية للفرد بالتأثير على الصحة الجسمية أيضاً إذ أن الحالة النفسية والعزلة التي يعانيها كثير منهم نتيجة لذلك وجدت مشكلات كثيرة متشابكة ويأتي في مقدمتها عدم إشباع الحاجات والحرمان وتدني جودة الحياة ومستوى المعيشة والمستويات الصحية والتعليمية والترويحية وغيرها ، وتفشي مظاهر اليأس وخيبة الأمل وعدم الرضا والإحباط وضعف الانتماء وقلة الولاء. التعليم عن بعد هل هو الحل الأمثل ؟! وأبان الدكتور» ناصر العسيرى» بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة قد لا يجد المرء صعوبة في فهم الأسباب الكامنة وراء عدم الاهتمام بشهادة الانتساب خاصة وأن الجامعات تعج بالعشرات بل المئات من متخرجين من الجامعات بالانتساب ولا يمكن لأحد أن يقول بأن الطلبة المنتظمين أفضل من الطلبة المنتسبين بل هم سواسية لكن الفرق يكمن في المجتمع الذي يتقبل طالبا منتظما ولايلتفت إلى منتسب لكن الحقيقة هي أن طالب الانتساب لايختلف عن طالب الانتظام لا في التفكير ولا الذكاء بل يقومون بدراسة نفس مواد طلاب الانتظام بل وبنفس عدد ساعاتهم . لقد تمكن كثير من الطلاب المنتسبين بحمد الله من إكمال دراساتهم العليا، فالبعض منهم يحمل شهادة الماجستير من داخل المملكة ومن خارجها ويوجد بينهم من درس على حسابه الخاص خارج الوطن, وقد وضعوا كل آمالهم وأحلامهم في شهاداتهم المرموقة لتكون الوسيلة التي تُفتح لهم أبواب الوظائف لنرد الدين إلى الوطن من خلال إسهامهم في تعليم أجيال أخرى من أبناء الوطن، لكن وجدوا أنفسهم أمام واقع مرير. وقد بدأت الجامعات السعودية في تحويل المواد النظرية في الدراسة بطريقة التعليم عن بعد باستخدام الإنترنت، وتسجيل المحاضرات، دون الالتزام بإجبار الطلاب بحضور المحاضرات والوجود بالمقاعد الدراسية بهدف استيعاب أعداد مضاعفة من خريجي الثانوية. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة التعليم العالي إلغاء نظام الانتساب بالجامعات السعودية بعد أن كان معتمدا منذ أكثر من 15 عاما، وأن يكون البديل نظام التعليم عن بعد. فلابد من توجهه لاعتماد دراسة التعليم عن بعد في جميع الجامعات السعودية، وتأهيلها بالاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال،