الحمد لله رب العالمين الذي أكرمنا في بلادنا بحرمين شريفين وخدمة الحجيج والمعتمرين في ظل هذا الحكم الذي نشر العدل والأمن والأمان، وله الحمد والمنة. في مقالي هذا أتعرض لموضوع لم يخض فيه الكثير لأهميته وهو الطب البيطري وأهميته للإنسان والحيوان، ولقلة خبرتي تم الاتصال ببعض ذوي الخبرة في هذا المجال. فوجدت أنه ضارب بجذوره في أعماق التاريخ فقد ورد ذكره في قوانين حمورابي كما ذكرته البرديات المصرية القديمة، وكانت أول مدرسة حديثة في ليون عام 1861م ليخطو بعدها الطب البيطري خطوات واسعة في آفاق المستقبل. والحمد لله ففي بلادنا الحبيبة كليتان للطب البيطري الأولى هي كلية الطب البيطري بجامعة الملك فيصل في الأحساء والثانية في القصيم وهي كلية الزراعة والطب البيطري التي أفرزت للبلاد الكثير من الأطباء البيطريين الذين ساهموا وما زالوا يساهمون في شتى السبل للحفاظ على صحة الإنسان أولاً ثم الحيوان. فالطب البيطري يقف خط دفاع أول للتصدي لتلك الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، سواء المعروفة منها أو الناشئة التي تهدد حياة الإنسان كإنفلونزا الطيور والخنازير أعاذنا الله منها. ففي الغرب ومعظم دول العالم لا تجد منزلاً يكاد يخلو من حيوان أليف، ولها عناية فائقة كأحد أفراد الأسرة، ولها عيادات تزورها هذه الحيوانات بصفة دورية، وهنا يكون دور الطب البيطري الذي له احترامه ومكانته المهمة هناك. والطبيب البيطري يشعر بما أهمل الناس فيحس بآلام الحيوان، ويسعى جاهداً لتحقيق معاناته وعلاجه حتى لو تطلب عملية جراحية؛ فهذا الحيوان الذي لا ينطق سخر الله له هذه الفئة كأحد أفراد الأسرة، ولها عيادات تزورها هذه الحيوانات بصفة دورية، وهنا يكون دور الطب البيطري الذي له احترامه ومكانته المهمة هناك. والطبيب البيطري يشعر بما أهمل الناس فيحس بآلام الحيوان ويسعى جاهداً لتحقيق معاناته وعلاجه حتى لو تطلب عملية جراحية، فهذا الحيوان الذي لا ينطق سخر الله له هذه الفئة الرحيمة التي تشعر بمعاناته التي لا يستطيع ترجمتها باللسان. ومهمة أخرى لهذا الطبيب، هي نشر الوعي الصحي بين المواطنين وتعريفهم بالطرق الصحيحة للتعامل مع الحيوانات ومنتجاتها. هناك الكثير من الأمراض التي كان الفضل لهذه الفئة من الأطباء في اكتشافها وعلاجها في الحيوان، والتي هي مشتركة مع الإنسان، وأذكر بعضها: الحمى المالطية، مرض سل البقر، الجمرة الخبيثة، وكذلك الأمراض الفيروسية مثل داء الكلب أو السعار، حمى الوادي المتصدع، الحمى القلاعية، والكثير من الأمراض الأخرى التي عرف الطبيب البيطري طريقة انتقالها إلى الإنسان وطريقة الحماية منها. هذه معلومات بسيطة استقيتها من طبيب بيطري صديق لي. وكعادة ولاة الأمر في دعم أبنائهم في مختلف المجالات العلمية والمهنية فقد صدرت الموافقة الكريمة بإنشاء الجمعية الطبية البيطرية السعودية، وتتخذ من جامعة الملك فيصل في الأحساء مقراً لها، وتهدف إلى رعاية مصالح الأطباء البيطريين وتطوير قدراتهم العلمية والعملية والتنسيق مع كافة الجمعيات الحكومية والأهلية، وذلك كله في سبيل نشر الوعي بين المواطنين والأخذ بالأسباب في مواجهة أي مرض حمانا الله. ما ذكرته سابقاً يقره الجميع في حاجتنا لهذا النوع من الطب الذي بجهود أفراده نتلاقى الكثير من الأمراض المشتركة مع الحيوان. هنا بيت القصيد، مع مقابلتي مع بعض الإخوة الأطباء البيطريين الذين أحسست النظرة دونية لهم والبعض ينعتهم (بطبيب ح.....) أو طبيب البقر، هذا ما جعل الكثير من أبنائنا يعزفون عن هذه المهنة التي أقول حقاً إنها مهنة إنسانية في المقام الأول ونحتاجها للحفاظ على صحتنا وصحة الحيوان الذي نتغذى بلحمه ونشرب لبنه ونكتسي بجلوده. فإني لأطلب من الجهات المختصة النظر إلى هذه الفئة من الأطباء البيطريين في أنحاء بلادنا العزيزة ووضع كادر بيطري خاص ومميز لهم بحوافز مالية ومعنوية حتى لا تفقد هذه المهنة أبناءها ونفقد نحن الصحة التي هي عماد الحياة واقتصادنا. أسأل الله أن يصل صوتي مدعوماً بأصوات الأطباء البيطريين في بلادنا إلى أذن صاغية لإعطاء كل ذي حق حقه.