الخسارة لها في مباريات الكرة أكثر من وجه، فهي إما نتاج مدرب وإما نتاج لاعب وإما هي معنية بصافرة وحكم وقرار خاطئ. إلا أن الأهلي بين هذه الأوجه.. أعني أوجه الخسارة بات هو المستثنى وهو الاستثناء عن البقية كون البقية من المتصدر لقائمة الترتيب إلى متذيلها يخسر بوجه واحد، أما هذا الأهلي فما أن يخلص من وجه إلا ويجد أمامه الثاني والثالث، ولا أعلم هل هي مواليد صدفة أم أن الأمر برمته يدعو لمزيد من الريبة. في لقاء الشباب لم نسمع صوتاً لمسؤول في الأهلي ينتقد لكننا في مقابل الصمت رأينا صافرة يونانية تهزم الأهلي، وما بعد الشباب ها هي الأحداث المتسارعة تدون لنا حالة أخرى تمعنت فيها أمام الوحدة فلم أجد أكثر من القول إن أي عثرة للأهلي دائماً ما تأتي من داخله، وعندما أركز على داخل الأهلي ففي تصرفات الهزازي ومحمد عيد وبقية أتحفظ على أسمائها ما يجعل حظ هذا الفريق العتيق بتحقيق الفوز ضرباً من ضروب الصعاب. في المدينةالمنورة خسر الفريق أمام الأنصار، وفي جدة كاد أن يكرر الخسارة ذاتها لولا حضور نجمه حسن الراهب في الوقت بدل الضائع، يبقى السؤال السائد على الورق وعلى الألسن: لماذا كل هذا التهاون والاستهتار وعدم الجدية؟! لاعب يتسابق على الكروت، وآخر يبحث عن رحلة للاستجمام والمنافسة حامية، وثالث على طريقة محمد عيد يصر على أن يركل الكرة بأصبع قدم دونما يفكر لا في الخطأ الفادح ولا حتى في تبعاته على مسيرة فريق هو اليوم في أمس الحاجة للنقطة كي ينافس ويقارع ويكسب الذهب. الأهلي قلتها سابقاً ولازلت أقولها يمتلك مقومات (البطل)، لكن المشكلة في أن الظروف دائماً ما تحاصره، ولعل ما حدث في المباراة الدورية أمام الشباب وما حدث له في لقاءي الأنصار والوحدة من مسابقة الأمير فيصل هو أكبر الأدلة.. على أن التحكيم مع تهاون واستهتار اللاعب الأهلاوي كانا سبباً مباشراً في التأثير على حق مستحق ذهب لطرف وجرد من طرف فأصبحت المعادلة الصحيحة بعده مكسورة بل هي أشبه بطفل ولد معاقاً يمشي بنصف قدم ويأكل بأصبع. الشدة والحزم والصرامة وتثقيف اللاعب في الأهلي تحتاج لنظرة كما تحتاج لعمل، ففي زمن باتت فيه المهمة التنافسية صعبة يجب على الأهلاويين المعالجة ببديل واثق ونجم متحمس وموهوب مثقف ورئيس يدفع ويدافع حتى يعود الأهلي إلى حيث نريده وإلى حيث يريده فكر قائده المحبوب خالد، أما إذا كان العكس صحيحاً فلا جديد تستقبله الجماهير سوى جديد البحث عن حبوب الضغط. ختاماً عندما تسجل في شباك النصر فأبكي حتى لا تطرد.. والأغرب الغريب أن حسين عبدالغني صار حكماً يقرر وينفذ فما هذا يا خليل جلال.. وسلامتكم.