تشير كل الإحصاءات، وآخرها ما أعلن من قبل مؤسسة الفكر العربي في اجتماعها الأخير في بيروت عن تدني مستوى القراءة عند العرب بحيث أن نسب المقارنة مع الأمم الأخرى مخجلة لا تسمح لأحد بالحديث عنها. هذه حال أمة صاحبة رسالة «إقرأ» والقرآن والكتاب والقلم، وهي وغيرها لا تشكل حوافز فقط لكنها رسالة ومسؤولية سوف يسأل أصحابها عنها. ليس السؤال في الآخرة فحسب وهو عظيم، لكن الحال في الدنيا هو في الحضيض بسبب التنكر للقراءة والمعرفة والعلم والتعلم، ثم هم يرددون خاصة العلماء «نحن أمة أمية» وهو استشهاد في غير محله ولا ينبغي أن يذكر إلا للحض على الخروج من ظلمات الأمية وإلا لما كان عليه الصلاة والسلام ليجعل افتداء المشركين من الأسر ثمنا لافتداء المسلمين من الأمية في أول غزوة حاسمة. هل نظل نعلن عن هذه الفاجعة في كل مناسبة أم نبحث عن الخروج منها؟ بل نبذل كل جهد لجعل الأمية هي العدو الأول والخطر الأكبر، وحين ينتصر فرد على الجهل نعلن راية نصر وميلاد قارئ. إنها المرحلة الأهم للخروج إلى فضاء العمل بالعلم وتطبيق ما نقرأ لنحرر أنفسنا من كل قيد يحول بيننا وبين حياة أفضل في عالم الفكر والواقع والدنيا والآخرة وفي جميع شؤون الحياة.