دكة الاحتياط أحيانا تصبح مقبرة اللاعب وأحيانا تصبح العلاج فهي إما أن تصنع النجم وإما على العكس تعجل بنهايته ورحيله سريعا من ملاعب كرة القدم هي محبطة “مملة” محزنة لكنها لا يمكن لها أن تعطل مسيرة أي نجم وإن قدر لهذه المسيرة وإن تعطلت في مرحلة فاللاعب الذكي قادر على أن يجعلها بداية نجاح تعيده إلى قائمة النجوم الأذكياء والأذكياء فقط هم من يملكون الاستفادة من فتره جلوسهم على دكة الاحتياط أما نقيض هؤلاء الأذكياء فأي خيار لم نجده مفيدا في مسيرة البحث عن مكان لهم بين من يتنافسون بمواهبهم الفذة على القمة محليا أحمد الصويلح في الهلال وأحمد درويش في الأهلي نجدهما بمثابة النموذج الحي الذي يقص حقيقة الفارق بين اللاعب الذكي الطموح وبين اللاعب الذي يهزم تطلعات من يراهنون على موهبته من الوهلة الأولى لجلوسه على دكة الاحتياط الصويلح دائما ما نجده حبيسا لتلك الدكة وعندما يمنح الفرصة بالمشاركة مع الهلال يظهر لنا في ثوب المبدع الذي يحول أنصاف الفرص الصعبة إلى أهداف ومع الصويلح أحمد درويش ظل بعيدا عن توليفة الأهلي لأكثر من موسم وحينما عاد جاءت عودته كعودة الأبطال “روح” حماس مهارة والأهم أنه قدم صك براءته على أنه نجم يصنع الفوارق ويحول سكون المدرجات إلى صخب وقرع وهذه في مجملها سمة “النجم الذكي” الذي يتحدى الظروف ويتحدى ذاته ويكسب بالإصرار تلك الدكة التي لا خيار أمام نتائجها سوى خيار واحد إما أن تصنع النجوم وإما أن تقضي عليهم دكة الاحتياط التي أعادت لنا الصويلح ودرويش نريدها أن تصبح درسا بليغ المعنى لكل لاعب كرة طموح حتى ينجح في بناء مستقبله الكروي فالنجوم الذين يقبعون على دكة الاحتياط ليس بالشرط أن يكونوا أقل عن البقية في إمكانياتهم ولكن ربما هي الظروف التي أرغمت المدرب والإدارة الفنية في أي فريق لاعتماد مثل هذا الأسلوب كقرار “تعديل سلوك” الغاية من تطبيقه الحفاظ على هؤلاء حتى لا يقعوا في شرك أخطائهم