بداية أتمنى من وزارتي الخدمة المدنية والعمل أن تلغيا استخدام الملف الأخضر العلاقي عند التقديم للبحث عن وظيفة ، لأنه أصبح رمزا لسلسلة من المواقف المؤلمة وبصمة سوداء في حياة كثير من الشباب أكثر من الفتيات عند البحث عن وظيفة تشبع احتياجاتهم المادية والمعنوية أيضاً واستبداله باستخدام البريد الإلكتروني. ولو استعرضنا محتويات هذا الملف الكئيب في لونه وشكله الأثري لابتدأ بصور من شهادات دراسية وإثبات الهوية وشهادات الخبرة والتي غالباً ما تكون الأقل وبطريقة لا توحي بمهارة المتقدم للعمل أو إبداعه في إبراز الجانب المميز لديه ، مع إهمال السيرة الذاتية إذا وجدت والتي قد تغني عن ما سبق كله حيث لا يتقن كثير من المتقدمين للعمل عرضها بأسلوب يشجع على قبول طلبه في وقت قياسي ! فهناك مثلاً شاب فرنسي عرض سيرته الذاتية بطريقة أدت لاتصال أكثر من 180 شركة لطلبه للالتحاق بالعمل لديها وتستطيعون الاطلاع عليها على الرابط www.paradoxware.com/alstudio/cv/en.htm بهدف الاستفادة ، لأن كثيراً من الشباب لدينا يجهل مهارات البحث عن وظيفة تناسب قدراته ، وبذلك تضيع عليه فرص كثيرة تضعه في مصاف العاطلين الذين يزيدون من نسبة البطالة لدينا والتي لن تلغيها محاولات وزير العمل الشاعر في تغيير ثقافة المجتمع عن كثير من المهن حتى لو مارس كذا دور في كذا مطعم أو مركز تجاري أو حتى لو نظّم آلاف القصائد الشعرية الهجائية في تقاعس الشباب السعودي عن الالتحاق بتلك المهن لأن تأثير الموروثات الاجتماعية والقبلية أقوى! وهذا يتطلب دراسة وضع الشباب العاطلين عن العمل بأسرع وقت ممكن ولا ننتظر ماذا ستقدمه إستراتيجية القضاء على البطالة لدينا فقط لأنها بلاشك ستحتاج لسنوات طويلة والوضع المادي والنفسي للشباب العاطلين لا يحتمل هذا التأجيل الذي قد لا يستوعب معاناتهم وحيرتهم بين قبول مهن راتبها ضئيل جداً والتضحية بالمكانة المعنوية ! أو الانتظار لسنوات لوظيفة تشبع غروره الاجتماعي مثله مثل غيره من بعض الشباب الذي تقدم له وظيفة مميزة على طبق من ذهب لأسباب اجتماعية أو قبلية أو علاقات تقوم على مصالح مادية لآباء هؤلاء الشباب ! لكن في الجانب المقابل يا ليت الوزير يهدي الفتيات قصيدة مدح وتشجيع على إقبالهن على كثير من المهن اليدوية وإقبالهن على الالتحاق بمشروعات الجمعيات النسائية ومنها تجربة جمعية النهضة النسائية في توظيف الفتيات في مصنع إضاءة والمجوهرات وعناية الطبية وكذلك مراكز التنمية الاجتماعية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية كمثل مشروع الأسر المنتجة التي ساهمت في كف تذلل كثير من النساء لسد حاجتهن واعتمادهن على إنتاجهن اليدوي كمصدر رزق ثابت لإعالة أسرهن !