"لم نختر هذه النوعية من العمل.. بل هي اختارتنا". بهذه العبارة بدأت الشقيقات الثلاث الحديث عن عملهن الذي حولهن من عاطلات إلى منتجات، نورة ومها وتغريد مبارك الشمري ثلاث فتيات فضلن العمل عن الجلوس عاطلات، احترفن تصميم الأزياء الشعبية والكروشية وأبدعن فيها، لم يقلل عدم حصولهن على فرص وظيفية مناسبة لشهاداتهن من ممارسة تصميم الأزياء الشعبية، بل أكسبهن ذلك إصرارا لمزاولة مهنة شريفة يقتتن منها وأسرتهن. ووفقاً للرياض أنها التقت الثلاث الأخوات في منزلهن الكائن بحي العزيزية بحائل ليروين مشوارهن البسيط الذي احترفن خلاله هذه المهنة. بداية تحدثت نورة وهي الأخت الكبرى، تقول: بعد أن أقفلت أمامنا فرصة الحصول على عمل وظيفي لم نجد بدا من البحث عن عمل شريف نقتات منه وأسرتنا، بالرغم من حصولنا على شهادات تؤهلنا للعمل الوظيفي، فأنا أحمل شهادة االبكالوريوس إلا أنني ومنذ 7سنوات لم أحصل على وظيفة، وبحكم ظروفنا المادية الصعبة التي كانت تضغط علينا خاصة بعد طلاقي من زوجي ولدي منه ثلاثة أبناء ولتجاهل أقاربنا لنا فقد فضلنا البحث عن مهنة تساعدنا على مواجهة مصاعب الحياة، وبالرغم من عدم حصولنا على شهادات تؤهلنا امتهان مهنة تصميم الأزياء الشعبية إلا أننا وبإصرار قررنا تعلم الخياطة من والدتي حتى أصبحنا قادرات ومؤهلات للتصميم، ونحن الآن أصبحنا محترفات بتصميم الأزياء النسائية، كالملابس وبعض الإكسسوارات الشعبية وعمل الشنط، وذكرت نورة: أن هذه المهنة أكسبتنا الفائدة الاجتماعية في التعارف على سيدات وفتيات حيث نقوم وفي أحايين بسيطة ببيع بعض المشغولات لمن ترغب في الشراء، كما أكسبتنا إلى جانب ذلك والفائدة المادية الثقة والاعتماد على أنفسنا وشغل أوقات فراغنا. وأضافت مها وهي الأخت الوسطى انها خريجة كلية التربية ومنذ خمس سنوات وهي تبحث عن فرصة عمل إلا أنها لم توفق، وبعد اتفاق بينها وبين أختيها كما تقول قررن احتراف تصميم الأزياء الشعبية لكسب لقمة العيش، مضيفة أن تصميم الأزياء الشعبية وطريقة عملها لا تحتاج إلى وقت طويل وذلك في البعض منها، إلا أنها تحتاج إلى حرفية ودقة في العمل ليظهر المنتج كما يريد صاحبه ويناسب الأذواق، وقالت: إن أهم ما تحتاج إليه تلك المهنة هو الفن والإبداع وأن تكون لدى الحرفية مهارة فنية وكذلك أن يرتكز المنتج على تراث البلد، وذكرت: أنهن بداية قمن ببيع بعض المشغولات اليدوية على بعض زميلاتهن اللواتي أعجبن بعملهن وحرفيتهن، ومن ثم توسعت لسيدات وفتيات الحارة إلى أن أصبحن شبه معروفات في البلد _كما تقول_. أما تغريد وهي الأخت الصغرى فتقول: نتيجة لما رأيته من معاناة أختيّ نورة ومها من عدم حصولهن على الوظيفة فقد آثرت أن أكتفي بمؤهلي الثانوي لأنضم لهن في تصميم الأزياء الشعبية التي أصبحت لدينا أفضل مهنة، وفي رأيي_كما تقول_ لا أفضل أن أمتهن غيرها من المهن. وعن المشغولات قالت: نقوم بعمل أزياء الأطفال البسيطة من الكروشية إضافة إلى الأزياء النسائية الشعبية للفتيات والسيدات والتي تفضل الكثير منهن إقتناءها دون لبسها، وعن الأسعار ذكرت تغريد: نقوم ببيع كميات بسيطة من المنتوجات وكنا نقوم ببيعها حسب الجهد والوقت المستغرق في شغلها فهناك أزياء تتطلب خامات كثيرة قد لا نحصل عليها إلا بصعوبة نتيجة ظروفنا المادية فيكون سعرها مرتفعا قليلا عن تلك التي لا تحتاج إلا خامات بسيطة والتي تباع بسعر اقل، حيث يبدأ البيع من خمسة ريالات إلى 200 ريال للقطعة. مضيفة أن صديقة أختها نورة كان لها الفضل الأكبر في مساعدتهن على بيع بعض منتوجاتهن من خلال اختلاطها بزميلاتها المعلمات والترويج لأعمالهن. وأجمعت الأخوات الثلاث برأي واحد أنهن يسعين لتحويل مشروعهن الصغير إلى شركة منتجة مستقبلا، ويطمحن للوصول إلى منافسة سيدات الأعمال ، وقلن أنهن متفائلات جدا بهذه المهنة كما يسعين إلى تطويرها بطريقتهن الخاصة كما عبرن .